كأس العالم 2026: المغرب في المستوى الثاني قبل القرعة النهائية
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الثلاثاء عن الإجراءات الرسمية الخاصة بالقرعة النهائية لكأس العالم 2026، التي ستقام في الخامس من دجنبر/كانون الأول في العاصمة الأميركية واشنطن. وستسفر هذه القرعة عن تشكيل المجموعات الاثنتي عشرة، التي تضم كل واحدة منها أربعة منتخبات، لتحديد مسار المنتخبات الـ48 المتأهلة إلى النهائيات.
موقع المغرب في مستويات القرعة
وفقًا للتصنيف العالمي للفيفا/كوكاكولا الصادر في 19 نوفمبر 2025، تم وضع المنتخب المغربي في المستوى الثاني رفقة منتخبات قوية مثل كرواتيا وكولومبيا والسنغال إلى جانب سويسرا واليابان. ويعكس هذا الترتيب استمرار حضور المنتخب الوطني في دائرة المنتخبات المصنفة قارياً وعالمياً، كما يمنحه فرصة لتفادي بعض كبار المنتخبات الموجودة في المستوى الأول، مع بقاء احتمالية خوض مواجهات صعبة أمام منتخبات أخرى من المستويات المتبقية.
جدول التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026
في سياق التحضير للبطولة، سبق للفيفا أن كشف عن جدول مباريات تصفيات كأس العالم 2026. فقد أُجريت قرعة التصفيات القارية يوم الخميس 20 نوفمبر، حيث جرى تحديد مسارات المنتخبات في مختلف الاتحادات القارية نحو البطولة. ووفق النظام المعتمد، سيتأهل منتخبان إلى كأس العالم عبر تصفيات القارات، بينما ستضمن أربع دول أخرى حضورها في النهائيات التي تستضيفها القارة الأمريكية من خلال تصفيات أوروبا، التي نُظمت قرعتها في زيورخ.
هذا النظام يوسع قاعدة المشاركة ويمنح فرصًا إضافية للمنتخبات الصاعدة، مع الإبقاء في الوقت نفسه على طابع التنافسية العالية في التصفيات، خاصة في أوروبا التي تملك عددًا كبيرًا من المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب أو بلوغ الأدوار المتقدمة.
المنتخبات المضيفة وتوزيع المستوى الأول
تُصنف الدول المضيفة الثلاث، كندا والولايات المتحدة والمكسيك، تلقائيًا في الوعاء الأول نظرًا لوضعها كمنظمين للبطولة، ويتم منحها المراكز A1 وB1 وD1 لأسباب تنظيمية ولضمان توزيع متوازن للمباريات على الملاعب والمدن المستضيفة.
إلى جانب هذه المنتخبات الثلاثة، يضم الوعاء الأول نخبة من أقوى المنتخبات في العالم، من بينها إسبانيا والأرجنتين وفرنسا وإنجلترا والبرازيل والبرتغال وهولندا وبلجيكا وألمانيا، وهي منتخبات تُعد في مقدمة المرشحين للمنافسة على لقب النسخة الموسعة من المونديال.
آلية إجراء القرعة وتوزيع الأوعية
يوضح الاتحاد الدولي لكرة القدم أن عملية القرعة ستبدأ بالوعاء الأول، قبل الانتقال تباعًا إلى الوعاء الثاني ثم الثالث فالرابع، مع توزيع المنتخبات على المجموعات الاثنتي عشرة وفق معايير رياضية وتنظيمية محددة سلفًا. كما يشير الفيفا إلى أن المنتخبات المتأهلة عبر تصفيات أوروبا الإضافية وبطولة الملحق القاري ستوضع جميعها في الوعاء الرابع خلال القرعة النهائية، ما يزيد من عنصر التشويق بشأن هوية المجموعات التي ستضم هذه المنتخبات لاحقًا.
القيود الجغرافية وتوزيع الاتحادات القارية
كما هو معمول به في النسخ السابقة من كأس العالم، سيتم اعتماد قيود جغرافية خلال عملية السحب لضمان توزيع متوازن للمنتخبات القارية. يسمح النظام بوجود ممثل واحد فقط عن كل اتحاد قاري في المجموعة نفسها، مثل إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا، مع استثناء خاص للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الذي يشارك بـ16 منتخبًا، ما يتيح إمكانية وجود منتخبين أوروبيين في المجموعة ذاتها.
في المقابل، يشترط الفيفا أن تضم كل مجموعة منتخبًا أوروبيًا واحدًا على الأقل، نظرًا إلى العدد الكبير من المنتخبات الأوروبية المشاركة، وهو ما يجعل المنتخبات من القارات الأخرى على موعد شبه حتمي مع منافس أوروبي في دور المجموعات.
الفصل بين الكبار في طريق نصف النهائي
حرصًا على تحقيق نوع من التوازن الرياضي في الأدوار النهائية وتفادي المواجهات المبكرة بين أقوى المنتخبات، قرر الفيفا تقسيم المنتخبات الأربعة الأولى في التصنيف العالمي إلى مسارين منفصلين يؤديان إلى الدور نصف النهائي. وبهذا سيتم توزيع إسبانيا المصنفة أولى عالميًا والأرجنتين صاحبة المركز الثاني في جهتين مختلفتين من جدول البطولة، مع وضع فرنسا الثالثة وإنجلترا الرابعة في طريقين متباعدين أيضًا، بهدف تجنب أي مواجهة مباشرة بينها قبل المربع الذهبي، شريطة أن تتصدر هذه المنتخبات مجموعاتها في دور المجموعات.
جدول المباريات ومواعيد انطلاقها
أعلن الفيفا أن البرنامج الكامل لمباريات كأس العالم 2026، بما في ذلك تحديد الملاعب ومواعيد انطلاق المباريات، سيُنشر في السادس من ديسمبر، أي في اليوم الموالي لإجراء القرعة النهائية. وسيأخذ هذا الجدول بعين الاعتبار حاجة المنتخبات إلى فترات كافية للتعافي بين المباريات، مع السعي إلى ترتيب المواعيد الزمنية بطريقة تسهّل متابعة المباريات من طرف الجماهير في مختلف أنحاء العالم، رغم فروقات التوقيت بين القارات. كما يهدف هذا التنظيم إلى توزيع المباريات بشكل متناسق بين المدن والملاعب المضيفة في كندا والولايات المتحدة والمكسيك، بما يضمن أفضل استغلال للبنية التحتية ويعزز تجربة الجمهور الحاضر في الملاعب.
في ضوء هذه المعطيات، تبدو قرعة الخامس من ديسمبر محطة مفصلية في رسم ملامح طريق المنتخبات المشاركة، ومن بينها المغرب، في نسخة تاريخية وموسعة من كأس العالم تحمل الكثير من الوعود والتحديات الرياضية.
