اقتصاد وأعمال

أسعار النفط تقفز بعد الغارات الأميركية على منشآت نووية إيرانية

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً في بداية تعاملات اليوم الإثنين 23 يونيو 2025، وذلك في أعقاب الضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، ما أثار موجة قلق عالمية من احتمالات اندلاع أزمة في أسواق الطاقة العالمية.

وتُعد إيران من أبرز اللاعبين في سوق النفط، إذ تحتل المرتبة التاسعة عالمياً من حيث حجم الإنتاج بواقع 3.3 ملايين برميل يومياً، إلا أنها لا تصدّر سوى نصف هذه الكمية، بينما يُخصص النصف الآخر للاستهلاك المحلي.

مخاوف من رد إيراني وإغلاق مضيق هرمز

وسط تصاعد التوترات، يرى محللون أن طهران قد تلجأ إلى خطوات تصعيدية، من بينها التهديد بإغلاق مضيق هرمز، المعبر البحري الاستراتيجي الذي تمر من خلاله نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. مثل هذا الإجراء، إن تم، قد يوجه ضربة موجعة لسلاسل الإمداد العالمية ويدفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية.

قفزة أولية لأسعار النفط

مع افتتاح الأسواق، قفزت أسعار الخام بأكثر من 4%، مسجلة أعلى مستوياتها منذ يناير الماضي. غير أن هذه المكاسب تقلصت تدريجياً، إذ استقر سعر خام برنت عند 79.20 دولاراً للبرميل مرتفعاً بنسبة 2.2%، بينما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 75.98 دولاراً للبرميل بزيادة قدرها 2.1%، وذلك بحلول الساعة 00:30 بتوقيت غرينتش.

توقعات اقتصادية قاتمة

في هذا السياق، حذر اقتصاديون في مجموعة "MUFG" اليابانية من ضبابية المشهد، مشيرين إلى أن "عدم اليقين بشأن نتائج وتداعيات هذا النزاع قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بما يصل إلى 10 دولارات للبرميل". ولفتوا إلى أن مثل هذه الصدمة السعرية قد تكون لها تبعات اقتصادية سلبية عميقة، خاصة في الأسواق الآسيوية التي تعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة.

التأثير على سلاسل الإمداد العالمية

وفي تعليق له، قال كريس ويستون، الخبير في مؤسسة "بيبرستون"، إن طهران ليست بحاجة إلى تنفيذ تهديد مباشر بإغلاق المضيق لإحداث تأثير واسع، مضيفاً: "يكفي أن تترسخ قناعة بقدرتهم على تعطيل هذه القناة الحيوية ليرتفع مستوى المخاطر، الأمر الذي من شأنه رفع تكاليف الشحن البحري، وبالتالي التأثير بشكل مباشر على إمدادات النفط الخام والغاز الطبيعي".

هذا التصعيد، وإن لم يتحول بعد إلى حرب شاملة، يؤكد هشاشة سوق الطاقة العالمية ومدى تأثرها بالتطورات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى