أوكرانيا.. هجوم روسي واسع بالصواريخ والطائرات المسيرة على كييف وانقطاع جزئي للكهرباء

تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم روسي جديد واسع النطاق فجر الجمعة، استُخدمت فيه صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة هجومية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن أجزاء كبيرة من الجهة الشرقية للمدينة، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.
هجوم مكثف يستهدف البنية التحتية
أفادت القوات الجوية الأوكرانية عبر منصة تليغرام أن “العدو شن هجومًا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة”، داعية السكان إلى البقاء في الملاجئ.
وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أن “القوات الروسية تنفذ ضربات مكثفة على البنية التحتية للطاقة في البلاد”، مشيرة إلى أن الهدف من الهجمات هو شلّ النظام الكهربائي مع اقتراب فصل الشتاء.
وفي كييف، قال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو إن “الضفة اليسرى من نهر دنيبر بلا كهرباء وتعاني أيضًا من انقطاع في المياه”، مؤكداً أن “العدو يهاجم البنية التحتية الحيوية للمدينة”. كما توقفت حركة المترو في الجهة الشرقية من العاصمة حتى إشعار آخر.
شهود من وكالة فرانس برس أشاروا إلى أنهم سمعوا انفجارات متتالية وأصوات الطائرات المسيرة طوال الليل، فيما أكد صحفي في شرق كييف أن المنطقة “غرقت في ظلام تام” بعد انقطاع الكهرباء والمياه.
كما أُعلن عن تضرر مبانٍ سكنية في العاصمة وإصابة تسعة أشخاص، فيما لقي طفل في السابعة من عمره مصرعه وأُصيب ثلاثة آخرون في منطقة زابوروجيا وسط البلاد.
زيلينسكي: “هجوم روسي متعمد على الحياة المدنية”
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على منصة X إن الضربات الروسية استهدفت “كل ما يجعل الحياة ممكنة”، مشيراً إلى أن أكثر من 450 طائرة مسيّرة و30 صاروخاً أُطلقت على منشآت الطاقة، واصفًا الهجوم بأنه “عمل وحشي متعمّد يهدف إلى بثّ الرعب والظلام”.
وأضاف زيلينسكي أن الضغط الروسي على قطاع الغاز الأوكراني “قد يدفع البلاد إلى زيادة وارداتها”، مؤكدًا أن “موسكو تسعى إلى نشر الفوضى وبثّ الخوف النفسي بين الأوكرانيين”.
شتاء صعب يلوح في الأفق
في مدينة سلوفيانسك بمنطقة دونباس، دعا رئيس البلدية فاديم لياخ السكان الأكثر هشاشة، خصوصاً الأطفال وكبار السن، إلى مغادرة المدينة تحسباً لشتاء “سيكون بالغ الصعوبة” في ظل تدمير شبكات التدفئة والطاقة.
وفي المقابل، تواصل القوات الأوكرانية شن هجمات داخل الأراضي الروسية، مستهدفة خصوصاً مصافي النفط ومحطات الطاقة، ما تسبب بارتفاع أسعار الوقود في روسيا بنحو 20% منذ الصيف الماضي.
تحركات دبلوماسية لمواجهة التصعيد
أعلن الرئيس الأوكراني أن رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو ستقود وفدًا رسميًا إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لبحث سبل دعم قطاع الطاقة والدفاع الجوي في مواجهة التصعيد الروسي المتزايد.
ويأتي هذا التطور بعد تسعة أشهر من تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، الذي وعد آنذاك بالتوصل إلى “إنهاء سريع للنزاع”، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال يرفض الدعوات لوقف إطلاق النار.