أخبار الرياضة

أولمبياد الشتاء 2026: بول مهدي بنحيون يطمح لدخول التاريخ باسم المغرب في رياضة البياثلون

على بعد ستة أشهر من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ميلانو-كورتينا 2026، يواصل بول مهدي بنحيون، البالغ من العمر 32 عامًا، تدريباته المكثفة في مرتفعات جبال الألب، ساعيًا لتحقيق إنجاز غير مسبوق: أن يصبح أول رياضي إفريقي يشارك في منافسات البياثلون الأولمبية، ممثلًا المغرب، كما كشف لصحيفة لو باريزيان الفرنسية.

من ملاعب التنس إلى مسارات التزلج
وُلد بول مهدي في مدينة رانس الفرنسية لأم فرنسية وأب مغربي من مدينة فاس، ونشأ في بلدة بيزان قرب العاصمة الشامبانية. منذ صغره، لم تكن الثلوج أو رياضات الرماية ضمن اهتماماته، بل كان التنس هو شغفه الأول، حيث شارك في مسابقات محلية.

تحول المسار جاء خلال فترة دراسته في شامبيري، حيث بدأ يكتشف عالم رياضات التحمل الجبلي، ومنها تعرف على رياضة التزلج الريفي.

“حظًا سعيدًا يا جزائر”… بداية الحلم الأولمبي
تبلورت فكرة تمثيل المغرب بعد مشاهدته لفيلم Good Luck Algeria الذي يحكي قصة رياضي فرنسي-جزائري يختار خوض الأولمبياد تحت راية بلده الأصلي. عندها، قال بول لنفسه:

“هذا ما أريده: أن أمثل المغرب في الألعاب الأولمبية.”

بدأ مشواره في رياضة التزلج الريفي، قبل أن يتحول إلى البياثلون، وهي رياضة تجمع بين التزلج والرماية، بإلهام من صديق قال له إن لا أحد من إفريقيا سبق أن شارك في هذه الرياضة بالأولمبياد. عندها أدرك أن أمامه فرصة لكتابة التاريخ.

من حلم إلى مشروع واقعي
بدافع من الطموح، اتجه بول نحو رئيس الجامعة الملكية المغربية للتزلج، ودفع في اتجاه انضمام المغرب رسميًا إلى الاتحاد الدولي للبياثلون، وهو ما تحقق في يونيو 2025، وفتح له باب المشاركة في التصفيات المؤهلة.

تحديات الأداء والتأقلم
شارك بنحيون في عدة سباقات داخل فرنسا، موطن رياضة البياثلون، لكنه لم يحقق نتائج متقدمة. مع ذلك، ظل واثقًا، قائلاً:

“كنت أتحجج بأنني أواجه رياضيين يتدربون منذ 15 عامًا، لكنني اليوم أعتبر أن معرفتي بنفسي في هذا السن تمنحني أفضلية على كثير من الشباب.”

التفرغ الكامل والمساندة
من أجل تحقيق حلمه، قام بول بتكوين طاقم فني خاص به، وحصل على أولى الدعم المالي. وبعد فترة قضاها في سويسرا لتوفير بعض المصاريف، قرر أن يتفرغ كليًا لمشروعه الرياضي.

هدفه الآن هو الفوز بإحدى الـ10 بطاقات المخصصة للبلدان الناشئة في البياثلون ضمن أولمبياد 2026.

إيمان راسخ بالقدرة على النجاح
رغم وعورة الطريق وصعوبة التأهل، فإن بول مهدي بنحيون يواصل طريقه بشغف، مدفوعًا بجذوره المغربية وإصراره الاستثنائي. ويختم قائلاً:

“إذا تمكن الآخرون من تحقيق أحلامهم، فلماذا لا أتمكن أنا أيضًا؟”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى