أعلنت إسرائيل، صباح اليوم الجمعة، تنفيذ ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، مؤكدة أن العملية ستتواصل "لإزالة التهديد الإيراني"، بحسب ما ورد في بيان للجيش الإسرائيلي. وذكرت وسائل إعلام رسمية في إيران أن رئيس هيئة الأركان الإيرانية، الجنرال محمد باقري، قُتل في الهجوم، إلى جانب عدد من كبار القادة والخبراء النوويين.
ما الذي استهدفته إسرائيل؟
قالت إسرائيل إن مقاتلاتها نفذت ضربات على "عشرات الأهداف العسكرية"، بما في ذلك منشآت نووية في مناطق مختلفة من إيران. وقد تم تسجيل انفجارات قوية في العاصمة طهران، حيث اشتعلت النيران في مقر قيادة الحرس الثوري الإيراني شرقي المدينة.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد تعرّض لأضرار نتيجة الغارات. وظهرت في بث التلفزيون الرسمي لقطات تُظهر دخانًا كثيفًا يتصاعد من الموقع.
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أكثر من 50 شخصًا أُصيبوا، بينهم نساء وأطفال، كما أُعلن عن أضرار في مبانٍ سكنية بطهران وسقوط عدد من القتلى المدنيين.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن الضربات استهدفت كذلك كبار القادة العسكريين والخبراء النوويين الإيرانيين، مرجحة أن يكون محمد باقري قد قُتل، وهو ما أكده لاحقًا التلفزيون الإيراني الرسمي.
إلى جانب باقري، تحدثت وكالات إيرانية عن مقتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وكذلك اللواء غلام علي رشيد، واثنين من أبرز العلماء العاملين في مجال البرنامج النووي الإيراني.
لماذا الآن؟
تعتبر إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدًا وجوديًا، وقد جاءت الضربات عقب تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يُدين طهران لعدم تعاونها الكامل. وردّت إسرائيل بوصف إيران بأنها "خطر وشيك على الأمن الإقليمي والدولي".
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، العملية بأنها "ضربة استباقية ضرورية لحماية أمن إسرائيل"، في وقت تواصل فيه إيران إنكار سعيها لامتلاك سلاح نووي، وتصر على أن برنامجها مخصص للأغراض المدنية.
وتزامنت الضربات مع تحذيرات سابقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن مساء الخميس أن إسرائيل قد تُقدم على توجيه ضربة لمواقع نووية إيرانية.
هل كانت الولايات المتحدة متورطة؟
نفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تورط بلاده في الضربات، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم، وأن الأولوية القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة.
وأوضح روبيو أن واشنطن تلقت إخطارًا من إسرائيل بشأن نيتها شن العملية، لكنه شدد على أن "الإجراء كان أحاديًا"، ولم تتلقَ واشنطن أي طلب لدعم مباشر.
وكان ترامب قد دعا في وقت سابق إسرائيل إلى "ضبط النفس"، مشيرًا إلى أن اتفاقًا حول البرنامج النووي الإيراني كان قاب قوسين من التحقق، قبل أن يتبدد بفعل التصعيد الأخير.
ما هي ردود الفعل؟
رد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بالتحذير من أن إسرائيل ستواجه "ردًا مريرًا ومؤلمًا". وتوعد الحرس الثوري بـ"انتقام واسع" لمقتل قادته.
تم إغلاق المجال الجوي الإيراني والعراقي حتى إشعار آخر، كما أعلنت إسرائيل عن رفع حالة التأهب القصوى، وأغلقت مجالها الجوي تحسبًا لأي رد عسكري إيراني وشيك.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا إلى أقصى درجات ضبط النفس، بينما أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "قلقها البالغ"، وأكدت أنها تتابع الوضع عن كثب.
وفي الولايات المتحدة، أعلنت البيت الأبيض أن ترامب سيعقد اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي اليوم الجمعة.
أما في الأوساط السياسية الأمريكية، فقد وصف السيناتور جاك ريد، وهو من أبرز الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة، الضربة بأنها "قرار مقلق" و"تصعيد متهور من شأنه أن يُشعل المنطقة".
اقتصاديًا، قفزت أسعار النفط بنحو 12% صباح اليوم، في ظل مخاوف من اضطراب الإمدادات العالمية، خاصة أن إيران تُعد من أكبر منتجي الخام في العالم.
