أطلقت السلطات المحلية في مدينة المضيق، شمال المغرب، مشروعًا تجريبيًا غير مسبوق لمكافحة البعوض باستخدام الطائرات المسيّرة بدلًا من الطائرات التقليدية. يهدف المشروع إلى خفض التكاليف وزيادة الكفاءة في تغطية المناطق التي يصعب الوصول إليها.
تجربة ميدانية لمكافحة غزوات غير مسبوقة
مع حلول فصل الصيف، شهدت مدن شمالية مثل تطوان ومرتيل والفنيدق والمضيق انتشارًا خطيرًا للبعوض، مما أثار استياءً بين السكان. وقد اشتكى الكثيرون للسلطات المحلية من انتشار هذه الحشرات على نطاق واسع في الأحياء وعلى طول الواجهة البحرية، وفقًا لما ذكرته صحيفة الأخبار في عددها الصادر يوم الخميس 12 يونيو.
ولمواجهة هذه الأزمة الصحية والبيئية، أطلقت السلطات المعنية مشروعًا تجريبيًا في مدينة المضيق، يعتمد لأول مرة على استخدام الطائرات المسيّرة لرش المبيدات في المناطق التي تتراكم فيها اليرقات، بدلًا من استخدام الطائرات باهظة الثمن التي تتطلب تخطيطًا لوجستيًا معقدًا.
تقنية رش مبيدات متطورة
وفقًا لمصادر مطلعة، من المتوقع توسيع نطاق هذه التجربة في حال نجاحها لتشمل مناطق أخرى من المنطقة الشمالية. تُسهّل الطائرات المسيّرة الوصول إلى الأراضي الرطبة كالغابات والمستنقعات، بتكاليف تشغيل أقل ومرونة أكبر من الطائرات التقليدية.
عُدّلت الطائرات الزراعية المسيّرة خصيصًا لهذه المهمة، وهي مُجهّزة بخزانات ومضخات سعة 40 لترًا لرش المبيدات، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وبرمجيات التحكم عن بُعد، مما يجعلها أكثر فعالية في تتبّع مواقع تكاثر الحشرات واستهدافها.
تحديد البؤر الساخنة واستجابة المجتمع
تعمل الفرق الميدانية حاليًا على تحديد مواقع تكاثر البعوض، مثل نهر مرتيل والمناطق الصناعية ومناطق حصاد مياه الأمطار، التي كانت تُستهدف سابقًا بالطائرات المسيّرة. وتُنفّذ الطائرات المسيّرة هذه المهام خلال فصل الصيف، حيث تُرشّ المبيدات مباشرةً وبدقة.
بالإضافة إلى الجهود التقنية، تُؤكّد السلطات على أن مشاركة المواطنين ضرورية لنجاح العملية. حثّوا السكان على تفريغ وتنظيف حاويات المياه، وإغلاق الآبار، وإزالة المياه الراكدة من الأفنية والأسطح والمسابح والمزهريات على النوافذ والمداخل لمنع تكاثر الحشرات.
تعبئات ميدانية لاحتواء الظاهرة
كما أوصت السلطات مؤسسات الصحة العامة بتكثيف حملات الرش والعمليات الميدانية في ضوء تفشي البعوض في عدة مناطق وواجهات بحرية خلال الأيام الأخيرة. ووُضع برنامج خاص للتدخل الفوري في مناطق التفشي من خلال رشّ مكثف للمبيدات وعمليات تعقيم تستهدف المناطق المعروفة بارتفاع معدلات تكاثر الحشرات.
