تقنية علاجية غير جراحية تعزز التفاعل الاجتماعي والذهني لدى المصابين بالتوحد

كشفت دراسة علمية جديدة أجرتها جامعة طوكيو، ونشرتها مجلة Nature Neuroscience المتخصصة، عن فعالية علاج غير جراحي في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي والمرونة الذهنية لدى الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد.
ويعتمد العلاج على تقنية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، التي طوّرها الفريق البحثي الياباني لتعمل بطريقة دقيقة، من خلال التفاعل اللحظي مع حالة الدماغ العصبية أثناء الجلسة.
نتائج واعدة بعد 12 أسبوعًا من العلاج
أُجريت الدراسة على أكثر من 40 شخصًا بالغًا مصابًا بالتوحد، حيث خضع المشاركون لجلسات علاجية منتظمة امتدت لـ12 أسبوعًا. وخلال هذه الجلسات، تم تفعيل التحفيز العصبي المستهدف، خاصة عند رصد حالة "الجمود العصبي"، وهي ظاهرة عصبية ترتبط بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتكيف الذهني والسلوكي، وتُعد من السمات المميزة لاضطرابات التوحد.
وأظهرت النتائج تحسنًا تدريجيًا، إذ بدأت أعراض الجمود العصبي في التراجع خلال الأسبوع الأول من العلاج، بينما ظهرت تحسينات واضحة في القدرات الاجتماعية بين الأسبوعين السادس والسابع. والأهم من ذلك، أن التأثيرات الإيجابية استمرت لمدة شهرين بعد نهاية آخر جلسة علاجية.
آفاق علاجية واعدة لمستقبل التوحد
أكد الفريق العلمي إمكانية تطوير بروتوكول علاجي طويل الأمد، لضمان استدامة التحسن الملحوظ لدى المرضى. كما دعا الباحثون إلى إجراء تجارب سريرية أوسع تشمل فئات عمرية مختلفة، ودرجات متعددة من طيف التوحد، مما يفتح المجال أمام اعتماد هذه التقنية كخيار علاجي فعال وآمن على نطاق واسع.