البرتغال في حداد بعد حادث قطار جبلي مأساوي بوسط لشبونة

يعيش البرتغال حالة صدمة وحزن عميق بعد خروج القطار الجبلي الشهير “غلويا” عن مساره في العاصمة لشبونة، وهو الحادث الذي خلف 15 قتيلاً و18 جريحاً في واحد من أكثر الأحياء السياحية ازدحاماً. وقد أعلنت الحكومة يوم الخميس 4 شتنبر 2025 يوم حداد وطني، فيما قررت بلدية لشبونة تمديد الحداد لثلاثة أيام.
ملابسات الحادث
وقع الانحراف مساء الأربعاء، حين انقلب القطار الجبلي الذي يربط ساحة روسيو بحيي بايرو ألتو وبرينسيبي ريال. وأظهرت مقاطع مصورة تداوَلها شهود العيان المركبة وهي تتحطم بعنف بعد أن فقدت السيطرة في المنحدر، لترتطم بجدار وتتحول إلى حطام وسط سحابة من الدخان.
وأوضح مسؤول الطوارئ الطبية تياغو أوغوستو أن جميع الضحايا تم انتشالهم من تحت الأنقاض بعيد السادسة مساء بالتوقيت المحلي، مضيفاً أن بعض المصابين من جنسيات أجنبية لم تُحدد بعد.
شهادات وارتدادات
أحد الشهود، وهو سائح إسباني يُدعى أنطونيو خافيير (44 عاماً)، قال لوكالة الأنباء الفرنسية إنه تراجع عن ركوب القطار مع أسرته بسبب طول الصف، ليكتشف لاحقاً أنه نجا من الحادث المروع.
شهود آخرون تحدثوا عن القطار وهو ينحدر بسرعة غير معتادة قبل أن يصطدم بأحد المباني، ووصفت شاهدة عيان المشهد قائلة: “لقد ضرب المبنى بقوة رهيبة وانهار مثل علبة كرتون. لم يكن هناك أي فرامل”.
وعلّق عمدة لشبونة كارلوس مويداس قائلاً: “إنها مأساة غير مسبوقة في مدينتنا”.
تحقيقات وصيانة
النيابة العامة أعلنت فتح تحقيق رسمي لمعرفة أسباب الكارثة. من جانبها، أكدت شركة Carris المسؤولة عن تشغيل وسائل النقل في لشبونة أن جميع بروتوكولات الصيانة تم احترامها، موضحة أن عمليات الفحص الرئيسية أُنجزت في 2022، والصيانة الدورية في 2024، بينما كانت هناك عملية إصلاح مجدولة في مايو 2025.
رئيس مجلس إدارة الشركة بيدرو بوغاس أقر بأن أعمال الصيانة كانت تُسند لمتعهد خارجي منذ 14 عاماً، لكنه رفض تقديم تفاصيل إضافية.
صدمة أوروبية
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعربت عن تعازيها لأسر الضحايا برسالة نشرتها عبر منصة X باللغة البرتغالية، مؤكدة أنها تلقت الخبر “بأسف وحزن شديدين”.
خلفية تاريخية
القطار الجبلي غلويا بُني على يد المهندس الفرنسي البرتغالي راوول ميسنييه دو بونسار، ودُشن سنة 1885، قبل أن يتم تحويله إلى الكهرباء سنة 1915. ويعد من أبرز المعالم السياحية التي تستقطب آلاف الزوار يومياً بفضل موقعه في قلب المدينة القديمة.