أخبار العالم

البيت الأبيض يطالب بفصل المسؤول عن تعطل السلم الكهربائي خلال صعود ترمب في الأمم المتحدة

حادثة محرجة تفتح باب الجدل

أثار تعطل السلم الكهربائي الذي استخدمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال دخولهما إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حالة من الجدل والتوتر بين الإدارة الأمريكية والمنظمة الدولية. الحادث وقع قبل لحظات من صعود ترمب إلى المنصة لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة، حيث توقّف السلم بشكل مفاجئ أثناء صعوده خلف السيدة الأولى، ما دفع كليهما إلى الوقوف لثوانٍ قبل أن يكملا الصعود سيرًا على الأقدام. ورغم أن الأمر قد يبدو بسيطًا في الظاهر، إلا أن السياق البروتوكولي الحساس للحدث، والتغطية الإعلامية الواسعة، جعلاه يبدو وكأنه “فشل تنظيمي علني” أثار استياء واضحاً لدى الرئيس السابق، المعروف بحساسيته الكبيرة تجاه صورته العامة وظهوره أمام الإعلام.

البيت الأبيض يلوّح بمحاسبة المتسببين

رد فعل البيت الأبيض لم يتأخر، حيث تم تحميل المسؤولية لأطراف داخل مقر الأمم المتحدة، مع دعوات لمحاسبة كل من قد يكون تسبب في هذا التعطّل، سواء عن عمد أو نتيجة إهمال. المتحدثة باسم البيت الأبيض نشرت عبر منصة “إكس” منشورًا أكدت فيه ضرورة فتح تحقيق داخلي شامل، وإقالة أي شخص يثبت تعمّده تعطيل السلم أثناء استخدام ترمب له. وقد اعتبر هذا الموقف الرسمي بمثابة تصعيد سياسي، خاصة بعد أن انتشرت تقارير صحفية تُفيد بتداول “نكات داخلية” بين بعض موظفي الأمم المتحدة حول احتمال تعطيل المصاعد أو السلالم الكهربائية عند وصول الرئيس الأمريكي، وهو ما أُخذ على محمل الجد في واشنطن، خصوصًا في ظل التوترات التاريخية بين ترمب والمنظمة الدولية.

الأمم المتحدة ترد وتؤكد أن التوقف غير مقصود

في محاولة لاحتواء الموقف وتهدئة الأجواء، أصدرت الأمانة العامة للأمم المتحدة توضيحًا رسميًا، أكدت فيه أن تعطل السلم الكهربائي لم يكن متعمداً، بل ناتج عن تفعيل غير مقصود لآلية الأمان من طرف أحد الأشخاص الذي كان يتحرك أمام ترمب. وأضافت أن السلم عاد إلى العمل بشكل طبيعي بعد لحظات، دون تسجيل أي ضرر أو عرقلة كبيرة للبرنامج العام. رغم ذلك، فإن هذا التفسير لم يُقنع كثيرين، خاصة في الأوساط المقربة من ترمب، التي رأت في الحادث خللاً تنظيمياً مستفزاً يجب عدم التغاضي عنه.

ترمب ينتقد التنظيم ويشتكي من أعطال إضافية

ترمب نفسه لم يُفوّت الفرصة لانتقاد ما جرى، حيث اعتبر أن تعطل السلم لم يكن سوى جزء من سلسلة أعطال رافقته أثناء مشاركته في الجمعية العامة. ففي منشور على منصته “تروث سوشال”، أعرب عن انزعاجه من ما وصفه بـ”الفوضى التقنية”، مشيرًا إلى أن شاشة التلقين الخاصة به لم تكن تعمل بشكل جيد أيضًا، مما أربك جزءًا من خطابه. وقد رفضت الأمم المتحدة التعليق على هذه المسألة، موضحة أن تجهيزات شاشة التلقين من مسؤولية الوفد الأمريكي وليس من ضمن صلاحيات المنظمة.

توتر سياسي قد يمتد لما بعد الحدث

بعيدًا عن التفاصيل التقنية، يرى مراقبون أن الحادثة قد تحمل أبعادًا سياسية تتجاوز مجرد توقف سلم كهربائي. ففي خضم استعداد ترمب المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، فإن أي خلل في ظهوره العلني قد يُستثمر سياسياً، سواء من قِبَل مؤيديه أو معارضيه. كما أن طريقة تعامل البيت الأبيض مع الواقعة تعكس حساسية متزايدة تجاه أي مظهر قد يُفهم على أنه محاولة لإضعاف صورة ترمب أو إحراجه أمام المجتمع الدولي. ومع استمرار الحديث في وسائل الإعلام عن “النية المبيّتة” لتعطيل ظهوره، يبدو أن الحادثة لن تُطوى بسهولة، وقد تعود إلى الواجهة مجددًا في سياق الحملات الانتخابية المقبلة أو النزاعات البروتوكولية بين واشنطن والمنظمات الدولية.

Karim Boukhris

بوقريس كريم صحفي متخصص في كرة القدم، ويملك خبرة تمتد لسبع سنوات في مجال الصحافة الرياضية المغربية. تعاون مع وسائل إعلام مثل "لو ماتان سبور"، "أطلس فوت" و"راديو ماروك سبور"، وينشر تحليلات تكتيكية وتقارير معمقة حول كرة القدم المغربية، مع تركيز خاص على المنتخبات الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى