التبرع بالأعضاء: الذكاء الاصطناعي يفتح عهدًا جديدًا في زراعة الأعضاء

بمناسبة اليوم العالمي للتبرع وزراعة الأعضاء (17 أكتوبر)، سلّطت جمعية “Reins” الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تطوير هذا المجال الطبي الحيوي، في لقاء قادته الأستاذة أمل بورقية، أخصائية أمراض الكلى ورئيسة الجمعية، التي أكدت أن هذه التكنولوجيا الحديثة “قد تُحدث تحولًا جذريًا في كيفية إنقاذ الأرواح”.
ثورة طبية بقيادة الذكاء الاصطناعي
أوضحت الأستاذة بورقية أن الذكاء الاصطناعي أصبح “شريكًا أساسيًا في تحسين عملية التبرع وزراعة الأعضاء”، بفضل قدرته على تحليل البيانات المعقدة والتنبؤ بدقة بمستوى التوافق بين المتبرع والمتلقي.
كما يتيح الذكاء الاصطناعي تحسين المتابعة بعد الزراعة، من خلال التنبؤ بالمضاعفات المحتملة وتخصيص العلاج لكل مريض على حدة، مما يرفع من نسب النجاح والاستقرار بعد العمليات.
وأكدت بورقية أن “التحديات السريرية والأخلاقية ما زالت قائمة، خصوصًا في ضمان التوزيع العادل للأعضاء وتقليل خطر الرفض المناعي”، لكنها ترى أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعزيز العدالة الطبية وتخصيص القرارات العلاجية بناءً على بيانات دقيقة، بعيدًا عن العوامل الذاتية.
تطبيقات متعددة من التبرع إلى ما بعد الزراعة
الذكاء الاصطناعي يُستخدم في عدة مراحل من عملية الزراعة:
- قبل العملية: لتقييم التوافق الجيني والمناعي بين المتبرع والمتلقي.
- أثناء العملية: لتحليل بيانات المريض في الوقت الحقيقي وتوقع أي مضاعفات فورية.
- بعد العملية: للتنبؤ بمستويات الأدوية المثبطة للمناعة ومراقبة احتمالات الرفض المناعي بدقة عالية.
كما أصبح الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية في البحث العلمي واكتشاف أدوية جديدة تقلل من خطر الرفض المناعي وتحسّن فعالية العلاجات.
وتحدثت بورقية أيضًا عن استخدام “التوائم الرقمية” — وهي نسخ رقمية افتراضية من أعضاء المرضى — لاختبار الأدوية والعلاجات قبل تطبيقها فعليًا، وهو ما يفتح الباب أمام طب أكثر أمانًا وتخصيصًا.
الأمل في طب أكثر إنسانية وذكاءً
ترى الأستاذة بورقية أن هذه التطورات تمثل “مرحلة جديدة في تاريخ الطب، حيث يجتمع العلم والتكنولوجيا لخدمة الإنسان”.
لكنها حذرت في الوقت نفسه من “التحديات التقنية والأخلاقية” التي تواجه هذه الثورة، مثل جودة البيانات، وتباين الممارسات الطبية، وحدود تعميم النماذج.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن “الذكاء الاصطناعي لا يغيّر فقط أساليب العمل الطبي، بل يعيد تعريف معنى الأمل لدى ملايين المرضى حول العالم”.



