الخطوط الملكية المغربية و”تشاينا إيسترن” تعقدان تحالفًا استراتيجيًا لتعزيز الربط الجوي بين إفريقيا وآسيا

في خطوة استراتيجية تعكس تطور العلاقات المغربية الصينية، وقعت الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران الصينية “تشاينا إيسترن” يوم السبت 18 أكتوبر 2025 في شنغهاي اتفاقية شراكة كبرى تهدف إلى تعزيز الربط الجوي بين القارتين الإفريقية والآسيوية.

وجرى حفل التوقيع بحضور الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية حميد عدو ورئيس مجلس إدارة “تشاينا إيسترن” وانغ تشي تشينغ، إلى جانب مسؤولين كبار من الشركتين، في حدث يمثل نقطة تحول جديدة في العلاقات الاقتصادية والسياحية بين البلدين.

تعزيز الربط بين الدار البيضاء وشنغهاي

تهدف الاتفاقية إلى توسيع نطاق الرحلات المشتركة (كود شير) بين المغرب والصين، مما يتيح للمسافرين حجز رحلات متصلة بسهولة أكبر عبر شبكتي الشركتين، إلى جانب تحسين الربط الجوي خارج محوريهما الرئيسيين، الدار البيضاء وشنغهاي.
كما ستعمل الشركتان على إبرام اتفاقية “Special Prorate” تتيح تنسيق الأسعار بين الجانبين وتقديم عروض أكثر مرونة وتنافسية، بما يعزز من انسيابية السفر بين إفريقيا وآسيا.

الهدف الأوسع للتحالف هو توفير شبكة وجهات أوسع وخدمات أكثر سلاسة للمسافرين، وتعزيز دور المغرب كمحور رئيسي للربط بين إفريقيا وآسيا، في وقت يتزايد فيه حجم التبادل الاقتصادي والثقافي والسياحي بين الجانبين.

نحو تعاون أعمق في مجالات متعددة

لا تقتصر الشراكة الجديدة على تبادل الرموز فحسب، بل تشمل أيضًا التعاون في مجالات التشغيل والتسويق وتحسين جودة الخدمات، بما يعزز التنافسية ويضمن نموًا مستدامًا للشركتين على المدى الطويل.

وأكد وانغ تشي تشينغ أن التحالف يعكس “العلاقات التاريخية المتينة بين الصين والمغرب”، مشيرًا إلى التكامل الطبيعي بين شبكة شنغهاي الآسيوية الواسعة وشبكة الخطوط الملكية المغربية في إفريقيا. ووصف الاتفاق بأنه “شراكة مستقبلية قائمة على الأهداف المشتركة والقوة المتبادلة”.

من جهته، أبرز حميد عدو أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا للرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس، الذي مهّد الطريق لتقوية العلاقات الثنائية خلال زيارته إلى الصين عام 2016. وأشار إلى أن هذا التعاون يأتي بعد إطلاق أول خط مباشر بين الدار البيضاء وبكين في يناير 2025، والذي شكّل دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية والسياحية بين البلدين.

توسع متواصل في السوق المغربية

تشاينا إيسترن عززت وجودها في المغرب خلال عام 2025، إذ دشنت عبر شركتها الفرعية “شنغهاي إيرلاينز” خطًا يربط شنغهاي بالدار البيضاء مرورًا بـ مرسيليا، قبل أن تضيف في سبتمبر الماضي رحلة مباشرة رابعة أسبوعيًا، تمهيدًا لجعل جميع الرحلات نحو المغرب مباشرة دون توقف.

آفاق جديدة للتعاون الإفريقي-الآسيوي

من المتوقع أن يسهم هذا التحالف في زيادة حركة المسافرين والتجارة ليس فقط بين المغرب والصين، بل عبر القارة الإفريقية بأكملها، من خلال تعزيز دور الدار البيضاء كمحور جوي إفريقي رائد، وتوسيع شبكة الربط الآسيوي للصين نحو الأسواق الإفريقية الناشئة.
ويمثل هذا التعاون مرحلة جديدة في مسار تطوير النقل الجوي العالمي، ويعكس إرادة البلدين في بناء جسور اقتصادية وسياحية متينة بين الشرق والغرب.