الذكاء الاصطناعي قد يُحدث ثورة في علاج سرطان البروستاتا في المغرب

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Frontiers in Medicine، بمساهمة الباحثين نسرين برادة، هاجر الشرقاوي، عمر المصباحي وعبد الرحيم خرباش، عن إمكانيات واعدة للذكاء الاصطناعي في تحسين علاج سرطان البروستاتا في المغرب، خاصة عبر تطوير تقنيات العلاج الإشعاعي.

سرطان البروستاتا.. عبء صحي متزايد في المغرب

يُعتبر سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطانات تشخيصًا بين الرجال في المغرب، ما يجعله تحديًا حقيقيًا للصحة العامة. وتتطلب معالجته تجهيزات طبية متطورة، وبنية تحتية قوية، وموارد بشرية مؤهلة، وهي عناصر تواجه ضغطًا متزايدًا بفعل تزايد أعداد المرضى مقابل قدرات استيعاب محدودة.

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث فرقًا؟

وفقًا للدراسة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث تحولًا نوعيًا في الرعاية الإشعاعية من خلال ثلاث ركائز أساسية:

• تحسين تخطيط العلاج: بفضل تقنيات التعلم الآلي، يمكن توليد خطط علاج إشعاعي مخصصة بسرعة ودقة، مما يُقلص الوقت والتفاوت البشري في الإعداد.
• دقة أعلى في استهداف الأورام: تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي على رسم حدود دقيقة للورم والأنسجة السليمة، ما يُقلل من احتمال التأثيرات الجانبية.
• توفير الوقت للأطر الطبية: من خلال أتمتة المهام المتكررة، يتمكن الأطباء والمختصون من التركيز على الحالات المعقدة والقرارات الإكلينيكية الأهم.

وتشير الدراسة إلى أن هذه التقنيات يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في توسيع نطاق الوصول إلى العلاج، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الأخصائيين، مما قد يقلص الفوارق في جودة الرعاية بين مختلف جهات المملكة.

تحديات أمام تطبيق الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي

رغم الوعود الكبيرة، يواجه إدماج الذكاء الاصطناعي في العلاج الإشعاعي مجموعة من التحديات، أبرزها:

• ضعف البنية التحتية التقنية القادرة على دعم أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
• الحاجة إلى تكوين مستمر للكفاءات الطبية لمواكبة هذه التكنولوجيا.
• غياب إطار قانوني وأخلاقي واضح ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي ويضمن حماية المرضى.

آفاق مستقبلية للنظام الصحي الوطني

يرى الباحثون أن إدماج الذكاء الاصطناعي في علاج سرطان البروستاتا لا يمثل مجرد تقدم تقني، بل فرصة استراتيجية لإعادة هيكلة النظام الصحي المغربي. فمن شأن هذه الخطوة أن تُحسّن جودة الرعاية، وتُقلص من الضغط على المراكز الاستشفائية، وتُعزز من استقلالية البلاد في مواجهة التحديات الصحية.