الرضاعة الطبيعية: ضرورة صحية لا بديل عنها

قال البروفيسور سعد أكومي، أخصائي طب النساء والتوليد، إن “الرضاعة الطبيعية لا غنى عنها لصحة ونمو الطفل”، مشددًا على أنها تلعب دورًا أساسيًا في التنمية الذهنية والجسمية والنفسية للرضيع. وأشار إلى أن الحليب الطبيعي يحتوي على جميع المغذيات الأساسية، ويقلل من خطر التعفنات التي قد تتسبب فيها زجاجات الرضاعة.
وأوضح أن صعوبات البداية، التي ترافق الأسابيع الأولى بعد الولادة، لا يجب أن تكون مبررًا للتخلي عن الرضاعة الطبيعية، خصوصًا وأن الأسباب الطبية التي تمنعها محدودة ومعروفة. وأضاف: “العلاقة التي تنشأ بين الأم ورضيعها خلال هذه الفترة تعزز من شعور الطفل بالأمان وتساهم في تقوية الروابط العاطفية”.
المؤسسات مدعوة للتحرك
من جهته، دعا الدكتور سعيد عفيف، أخصائي طب الأطفال والرئيس الشرفي للجمعية المغربية لطب الأطفال، إلى ضرورة تكاثف الجهود من طرف المؤسسات الحكومية والمدنية والمهنية، بهدف تعزيز التوعية حول أهمية الرضاعة الطبيعية ومنافعها المناعية والصحية.
وأضاف أن “الرضاعة الطبيعية متاحة في أي وقت وبلا تكلفة مادية، على عكس الحليب الصناعي الذي ارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ”، مشيرًا إلى أن الدولة توفر تسهيلات للنساء العاملات لتسهيل ممارسة هذا الخيار الغذائي.
وشدد عفيف على أن النساء بحاجة إلى مزيد من الإرشاد العلمي والدعم النفسي لتبديد المخاوف المتصلة بالرضاعة الطبيعية، وتفنيد المعلومات المغلوطة المنتشرة، موضحًا أن الطبيب وحده هو المخول بتحديد الموانع الطبية لهذا الخيار الغذائي.
نحو سياسة صحية داعمة
في ظل هذه المعطيات، يبرز دور المراكز الصحية والمستشفيات في تقديم الدعم والمواكبة للأمهات الجدد، وإطلاق حملات تواصلية فعّالة تعزز ثقة النساء في قدراتهن على ممارسة الرضاعة الطبيعية، وتشجع على تبني هذا النمط الغذائي كخيار آمن ومستدام لصحة الأجيال القادمة.