الصناعة العسكرية: باكستان تسير على خطى الهند وتستعد للاستثمار في المغرب
في خطوة جديدة تعكس تنامي اهتمام الرباط بتوسيع شراكاتها الدفاعية، تشير مصادر عسكرية إلى أن المغرب وباكستان بصدد توقيع اتفاقية تعاون عسكري تشمل جوانب صناعية وتقنية. ووفقاً لتقارير متخصصة في الشؤون العسكرية، فإن الاتفاق المزمع يهدف إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالي الدفاع والأمن.
مشروع مرتقب لإنتاج الأسلحة الباكستانية في المغرب
من المنتظر أن يتضمن الاتفاق الجديد إقامة مشاريع إنتاج عسكري باكستاني على الأراضي المغربية، وهو ما يندرج ضمن استراتيجية المغرب لتنويع شراكاته الدفاعية وتوسيع قاعدته الصناعية في هذا المجال الحيوي.
وتعتبر باكستان من أبرز الدول الصاعدة في مجال الصناعة العسكرية، حيث تمتلك بنية إنتاج متقدمة تحت إشراف هيئة الإنتاج الدفاعي (DPE)، ومؤسسات كبرى مثل مجمع الصناعات الثقيلة "هفي إندستريز تاكسيلا" (HIT) ومجمع الصناعات الجوية الباكستاني (PAC).
وتنتج باكستان حالياً مجموعة متنوعة من المعدات، تشمل دبابات مثل "الخالد" و**"الضرغام"**، وآليات مدرعة، وذخائر ثقيلة وأسلحة خفيفة. كما تطور طائرات مقاتلة من طراز JF-17 Thunder بالتعاون مع الصين، وتُنتج الآن محلياً بنسخ مطورة منذ عام 2010.
تعاون عسكري مستمر منذ 2020
العلاقات العسكرية بين الرباط وإسلام أباد شهدت انطلاقة جديدة منذ زيارة الجنرال قمر جاويد باجوا، رئيس أركان الجيش الباكستاني آنذاك، إلى المغرب في فبراير 2020. وتوالت بعدها اللقاءات رفيعة المستوى، من بينها زيارة الجنرال محمد الجديح، المفتش العام للقوات الجوية الملكية المغربية، إلى باكستان في نوفمبر 2024، حيث التقى المارشال ظهير أحمد بابار سيدو، قائد القوات الجوية الباكستانية.
هذه اللقاءات أفضت إلى برنامج تعاون ثنائي تمثل في تدريبات مشتركة أجريت في أبريل بين قوات خاصة من البلدين، بالإضافة إلى مشاركة المغرب في مناورات عسكرية دولية احتضنتها باكستان في أكتوبر 2023.
الهند حاضرة بالفعل… والمنافسة تشتد
اللافت أن هذه الخطوة الباكستانية تأتي في وقت عززت فيه الهند وجودها الصناعي العسكري في المغرب. ففي سبتمبر 2024، وقع المغرب اتفاقية مع مجموعة "تاتا" الهندية لإنتاج مدرعات WhAP 8×8، تبعها زيارة وفد من الشركات الدفاعية الهندية إلى الرباط ولقائهم الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي.
كما عقد السفير الهندي بالمغرب اجتماعاً يوم 29 ماي مع لوديي لتطوير التعاون الثنائي في مجال الدفاع، ما يشير إلى سباق جيوسياسي واقتصادي بين نيودلهي وإسلام أباد لبناء موطئ قدم صناعي في المملكة.
