المستثمرون في العملات الرقمية تحت الصدمة.. بيتكوين يهوِي تحت 90 ألف دولار

تعرّضت عملة بيتكوين، صباح الجمعة، لصفعة قوية ومباغتة في بداية الجلسة، بعدما تحوّل التصحيح الطبيعي الذي كان يتوقعه البعض إلى ما يشبه “سقوطًا حرًّا” في الأسعار، أدخل السوق في حالة ارتباك وذعر حقيقيين.
خلال ساعات قليلة فقط، خسرت أكبر عملة رقمية في العالم نحو 7 آلاف دولار من قيمتها، لتكسر بسهولة عتبة 90 ألف دولار التي كانت تُعتبر حاجزًا نفسيًا قويًا، وتتّجه مباشرة لاختبار مناطق منتصف الثمانينيات في ظل غياب شبه كامل لقوى الشراء.
الأرقام لا ترحم: هبوط حاد في جلسة واحدة
السعر الفوري الحالي لبيتكوين يُقدَّر بـ 85,621.1 دولارًا، أي تراجع يومي حاد نسبته 7.41%-، ما يعني خسارة تقارب 6,848.6 دولارًا في جلسة واحدة فقط.
هذا المستوى يُمثّل كسرًا واضحًا وعنيفًا لمنطقة الدعم حول 90 ألف دولار، إذ تتحرك الأسعار الآن بالقرب من قاع الجلسة المسجل عند 85,459.2 دولارًا، في إشارة إلى حالة بيع هستيري أو ما يُعرف في أسواق المال بـ Panic Selling.
المدى السعري اليومي بين 85,459.2 و87,460.0 دولارًا يُظهر أن كامل التداولات تجري في نطاق منخفض جدًا مقارنة بالأيام السابقة. حتى القمة اليومية عند 87,460 ظلّت بعيدة عن مستوى 90 ألف دولار، ما يوحي إما بوجود فجوة هابطة في الافتتاح أو بضغط بيعي قوي منذ اللحظات الأولى للجلسة.
ومع تسجيل السعر في حدود 85,621.1 دولارًا عند الساعة 06:19:12 صباحًا، وبقربه الكبير من أدنى مستوى يومي، يتضح أن عددًا كبيرًا من أوامر وقف الخسارة التي وُضعت أسفل منطقة 90 ألف دولار قد تم تفعيلها دفعة واحدة، وهو ما زاد من تسارع الهبوط بهذا الشكل الدراماتيكي.
“استسلام الثيران”.. خروج جماعي من السوق
يصف محلّلون في سوق الأصول المشفّرة ما يحدث حاليًا بأنه حالة “استسلام للثيران” (Bulls Capitulation)؛ أي أن المشترين الذين راهنوا على استمرار الاتجاه الصاعد اضطروا إلى التسليم والانسحاب أمام موجة بيع كاسحة.
وبحسب تقديرات هؤلاء:
«كسر مستوى 90 ألف دولار بهذه السهولة والسرعة فتح الباب أمام موجة بيع هلعية؛ السوق الآن في مرحلة بحث عن قاع جديد، وكثير من المستثمرين يفضّلون الخروج بأي سعر متاح خوفًا من امتداد الهبوط باتجاه 80 ألف دولار أو ما دونها».
أين يمكن أن يتوقف النزيف؟ مستويات الدعم
من الناحية الفنية، يُنتظر أن يشكّل القاع اليومي المسجل عند 85,459.2 دولارًا أول منطقة اختبار مباشرة للسوق.
إذا فشل السعر في التماسك فوق هذا المستوى وتم كسره بإغلاق واضح، فإن الأنظار ستتجه إلى:
- الدعم النفسي عند 85,000 دولار باعتباره رقمًا دائريًا مهمًا.
- ثم منطقة دعم فني أعمق قرب 82,000 دولار، والتي قد تتحوّل إلى هدف محتمل للبائعين إذا استمر الزخم السلبي بنفس الحدة.
مقاومات جديدة.. و90 ألفًا تتحول إلى “سقف حديدي”
على الجانب المقابل، لم يعد مستوى 90,000 دولار مجرد دعم مكسور، بل تحوّل إلى مقاومة قوية وبعيدة.
أي ارتداد صعودي، حتى وإن كان حادًا، سيصطدم غالبًا بجدار من عروض البيع عند مستويات أدنى، خاصة:
- مناطق 87 إلى 88 ألف دولار، حيث يُرجَّح أن العديد من المتداولين الذين لم يتمكنوا من الخروج في بداية الهبوط سيستغلون أي انتعاش للسعر للتخلّص من مراكزهم.
هذا التغيير السريع في تموضع مستويات الدعم والمقاومة يعكس انقلابًا واضحًا في مزاج السوق، من التفاؤل والرهان على قمم جديدة، إلى الحذر الشديد والبحث عن مناطق “أمان” للخروج أو إعادة التمركز.
نظرة عامة: سيطرة كاملة للسيناريو السلبي
في الوقت الراهن، تميل الكفة بوضوح لصالح السيناريو الهبوطي، سواء من حيث الحركة السعرية أو نفسية المتعاملين.
فحجم الهبوط في فترة زمنية قصيرة، وتفعيل أوامر وقف الخسارة على نطاق واسع، وتحوّل 90 ألف دولار من منطقة دعم إلى “سقف حديدي” – كلها عوامل تُشير إلى أن السوق دخل فعليًا مرحلة تصحيح قاسٍ قد لا ينتهي في المدى القصير.
في ظل هذه الصورة القاتمة، تبقى قاعدة الحذر هي الأهم: المتداولون قصيرو الأجل مطالبون بضبط إدارة المخاطر وعدم ملاحقة الحركة، أما المستثمرون على المدى الطويل فيحتاجون إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم، وعدم تجاهل حقيقة أن العملات الرقمية، مهما بلغت من قمم، تظل أصولًا عالية التقلّب ومعرّضة لتحركات حادة في الاتجاهين.


