المغرب ينضم إلى مبادرة تأمين الحاويات الأمريكية لتعزيز التعاون الجمركي
في خطوة استراتيجية جديدة، وقع المغرب والولايات المتحدة الأمريكية إعلان مبادئ يقضي بانضمام إدارة الجمارك المغربية إلى مبادرة "تأمين الحاويات" الأمريكية (Container Security Initiative – CSI)، ما يمثل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية الجمركية، ويعزز أمن سلسلة الإمداد العالمية.
توقيع رسمي بمقر الجمارك في الرباط
جرت مراسم التوقيع، يوم الخميس 19 يونيو 2025، بمقر إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في الرباط، بحضور المدير العام للجمارك المغربية عبد اللطيف العمراني، ونظيره الأمريكي دونالد كونروي، المدير التنفيذي لعمليات الاستشارات الدولية في هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية. كما حضر الحفل إيمي كوترونا القائمة بأعمال السفارة الأمريكية، وإدريس العربي، المدير العام للسلطة المينائية طنجة المتوسط، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين من الطرفين.
إطار تعاوني يرتكز على الثقة والمصالح المشتركة
ووفق بلاغ رسمي صادر بالمناسبة، فإن هذا الإعلان يعكس الإرادة المشتركة لتأمين سلسلة التوريد الدولية وتسهيل حركة التجارة، بالاستناد إلى اتفاق التعاون الجمركي الموقع بين البلدين عام 2013، والمتعلق بالمساعدة الإدارية المتبادلة.
ويضع الانضمام المغربي ميناء طنجة المتوسط ضمن شبكة CSI إلى جانب موانئ كبرى مثل الجزيرة الخضراء (إسبانيا)، مرسيليا (فرنسا)، وجويا تاورو (إيطاليا)، ما يُمكّن من تسريع عمليات التخليص الجمركي، وتقليص التكاليف اللوجستية، وتعزيز جاذبية الميناء لدى المستثمرين وشركات الشحن والتصدير.
طنجة المتوسط منصة إقليمية مؤمنة
أكد البلاغ أن الرؤية الملكية السامية، التي جعلت من المغرب منصة لوجستية إقليمية، تترجم اليوم على أرض الواقع من خلال الاعتراف الدولي بميناء طنجة المتوسط كمركز تنافسي في الحوض المتوسطي.
وفي هذا السياق، صرّح عبد اللطيف العمراني بأن "هذا المشروع يعود إلى أولى المحادثات التي أجريت في واشنطن خلال الدورة الثالثة للجنة المشتركة المغربية-الأمريكية سنة 2012، واليوم نؤكد مجددًا التزامنا بالموازنة بين متطلبات الرقابة وتسهيل التبادلات، مع تعزيز موقع طنجة المتوسط كمنصة مؤمنة وعالمية."
شراكة من أجل أمن التجارة العالمية
من جهته، أبرز دونالد كونروي أهمية هذه الشراكة، قائلًا:
"إعلان المبادئ اليوم يعزز تعاوننا القائم على الثقة والابتكار، ويؤكد مسؤوليتنا المشتركة في تأمين سلسلة التوريد الدولية."
ويجسد هذا التعاون رؤية أمنية متقدمة تقوم على تحليل المخاطر والانتقائية في المراقبة، حيث يُنتظر أن يُمكّن من تعزيز قدرات الطرفين على استهداف وفحص البضائع ذات المخاطر العالية قبل شحنها، وبالتالي المساهمة في حماية المستهلكين من التهديدات العابرة للحدود.
