الصحة

المكياج الدائم في المغرب: موضة متصاعدة بين الجمال والمخاطر الصحية

يشهد المكياج الدائم في المغرب، خصوصًا تقنيات مثل المايكروبليدينغ، تلوين الشفاه، والآيلاينر الدائم، إقبالًا واسعًا من قبل النساء الباحثات عن جمال يدوم دون مجهود يومي. ومع حلول الصيف، تزداد الرغبة في إطلالة طبيعية تدوم رغم الحرارة والسباحة، ما يجعل هذا النوع من التجميل خيارًا مفضلاً. لكن خلف هذا التوجه الجمالي، مخاطر صحية حقيقية تلوح في الأفق، بسبب غياب التأطير القانوني وتفشي ممارسات عشوائية.

من التقنية الطبية إلى الموضة الجمالية

أوضحت الخبيرة سُمية الذهبي، أخصائية في المكياج الدائم، أن هذه التقنية تستند إلى غرس صبغات سطحية في الجلد باستخدام أدوات دقيقة، تختلف حسب المنطقة المعالجة ونوع البشرة. بدأت هذه الممارسة في الأصل لأغراض طبية، مثل مساعدة مرضى السرطان أو المصابين بالثعلبة على استعادة ملامحهم، قبل أن تتحول إلى ترند عالمي.

نقص التأطير وغياب الشهادات الرسمية

رغم الإقبال المتزايد، لا يوجد في المغرب إلى اليوم أي إطار قانوني أو شهادة معترف بها رسميًا تنظم هذا المجال. الأمر الذي فتح المجال أمام ممارسين غير مؤهلين، مستعملين أدوات رديئة وصبغات غير آمنة، غالبًا مستوردة من الصين بأسعار زهيدة، مما يعرّض الزبونات لمخاطر صحية مثل الحساسية، الالتهابات، وتغير لون الصبغة إلى الأخضر أو الأزرق بمرور الوقت.

مخاطر صحية حقيقية قد تكون دائمة

تحذر الذهبي من الاستخدام العشوائي للإبر، وتجاهل شروط التعقيم، ما قد يؤدي إلى نقل أمراض خطيرة، وترك ندوب وتشوهات يصعب علاجها. كما أن إزالة نتائج المكياج الدائم الخاطئ يتطلب جلسات ليزر باهظة الثمن (حوالي 800 درهم للجلسة)، دون ضمانات للنتيجة.

نصائح أساسية لاختيار آمن:

  • التحقق من سمعة الخبيرة وتكوينها المهني الحقيقي، وطلب صور "نتائج مُلتئمة" بعد أشهر.
  • التأكد من شهادات صبغات مستخدمة (خالية من المعادن الثقيلة) وتناسب لون البشرة.
  • تفادي الأسعار الزهيدة لأنها غالبًا تعني تقنيات أو مواد سيئة.
  • الامتناع في حالة وجود أمراض جلدية، سكري، أو تناول أدوية حساسة.
  • تطبيق رعاية خاصة بعد الجلسة لتفادي الالتهاب أو التشوه.

دعوة إلى التنظيم

أمام هذا التوسع، تدعو المتخصصات كـ سُمية الذهبي إلى وضع إطار قانوني صارم يضمن تكوينًا معترفًا به، ويرفع من وعي الزبونات، ويحدّ من الفوضى الحالية في سوق المكياج الدائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى