الولايات المتحدة.. قتيل وتسعة جرحى في هجوم على كنيسة بميشيغان

شهدت مدينة غراند بلانك الواقعة في ولاية ميشيغان بالغرب الأوسط الأمريكي، مساء الأحد، حادثًا مأساويًا حين أقدم رجل مسلح على تنفيذ هجوم داخل كنيسة تابعة لطائفة المورمون. وأسفر الاعتداء عن سقوط قتيل واحد على الأقل وإصابة تسعة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة، ما أثار حالة من الهلع بين المصلين الذين كانوا داخل المبنى لحظة الهجوم. وأكدت الشرطة المحلية أن الحادثة تأتي في سياق سلسلة متكررة من أعمال العنف المسلح التي تشهدها الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
تفاصيل الهجوم
بحسب ما أوضحته السلطات الأمنية، فإن منفذ الهجوم رجل في الأربعينيات من عمره، بدأ عمليته حين صدم الباب الأمامي للكنيسة بسيارته بقوة، ما أحدث فجوة سمحت له بالدخول إلى المبنى. وبعد ذلك مباشرة، استل بندقية هجومية وأطلق وابلًا من الرصاص باتجاه الحاضرين دون تمييز. وأكدت الشرطة أن المهاجم لم ينجُ من الحادثة، إذ لقي حتفه فورًا بعد أن أنهى هجومه، لتبقى دوافعه قيد التحقيق حتى اللحظة.
تصريحات رسمية
خلال مؤتمر صحفي أعقب الحادث، صرّح قائد شرطة غراند بلانك، ويليام ريني، قائلاً:
“تم نقل عشرة أشخاص إلى مستشفيات محلية، حيث توفي أحدهم متأثرا بجراحه.”
وأشار المسؤول الأمني إلى أن الوضع داخل الكنيسة كان معقدًا للغاية بسبب اندلاع حريق في المكان، مضيفًا:
“نعتقد أننا سنعثر على ضحايا آخرين، لم يتمكنوا من مغادرة الكنيسة بسبب الحريق.”
تصريحات ريني عكست حجم الفوضى التي رافقت الهجوم، حيث تداخل إطلاق النار مع اندلاع النيران، ما جعل مهمة الإنقاذ أكثر صعوبة بالنسبة لفرق الطوارئ.
الحريق داخل الكنيسة
إلى جانب إطلاق النار، شهدت الكنيسة حريقًا اندلع في أجزاء من المبنى، ويُرجح أنه مرتبط بالاقتحام العنيف الذي تم بسيارة المهاجم. النيران سرعان ما تصاعدت لتزيد من خطورة الموقف، وتجعل عملية إجلاء المصابين والناجين أكثر تعقيدًا. وتمكنت فرق الإطفاء لاحقًا من السيطرة على الحريق، إلا أن الدخان الكثيف أعاق عمليات البحث داخل المبنى وأخر الوصول إلى بعض المصلين الذين كانوا عالقين في الداخل.
خلفية
تُعتبر حوادث إطلاق النار الجماعي واحدة من أبرز الأزمات التي تؤرق المجتمع الأمريكي، إذ تسجل البلاد سنويًا مئات الحوادث التي تخلف آلاف الضحايا بين قتيل وجريح. ويعود الجدل المتكرر حول هذه الظاهرة إلى مسألة حمل السلاح، حيث يضمن الدستور الأمريكي للمواطنين حق امتلاك الأسلحة، ما يجعل من الصعب فرض قيود صارمة تحد من انتشارها. ورغم المطالبات المستمرة من جهات سياسية واجتماعية بسن تشريعات أكثر صرامة، فإن الانقسام الحاد داخل الكونغرس وبين الرأي العام يعرقل أي تقدم حقيقي نحو إصلاح قوانين السلاح.
أثر الحادثة
الهجوم الذي وقع في غراند بلانك لم يكن مجرد حادث محلي، بل هو جزء من مشهد أوسع يعكس هشاشة الوضع الأمني المرتبط بانتشار الأسلحة الفردية. وتأتي هذه المأساة لتضاف إلى قائمة طويلة من الاعتداءات المماثلة التي هزت المجتمع الأمريكي خلال الأعوام الأخيرة، بدءًا من المدارس ووصولًا إلى أماكن العبادة والتجمعات العامة. وباتت مثل هذه الأخبار تتكرر بشكل يكاد يكون أسبوعيًا، ما جعل المواطنين يعيشون حالة من القلق الدائم بشأن سلامتهم في الفضاءات العامة.
الخاتمة
مرة أخرى، يسلط هذا الهجوم الضوء على حجم الخطر الذي يمثله العنف المسلح في الولايات المتحدة، وعلى التحديات التي تواجهها السلطات في التصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة. وبينما يستمر النقاش السياسي حول إصلاح قوانين حمل السلاح دون نتائج ملموسة، تبقى حياة المدنيين عرضة لمثل هذه المآسي التي تضرب فجأة وفي أماكن يُفترض أن تكون آمنة كدور العبادة.