الثقافة والمجتمع

بعد منحه الأوسكار الفخرية.. خطاب مؤثر من توم كروز للجمهور18 نوفمبر 202510:10

تكريم توم كروز في جوائز المحافظين

نال النجم العالمي توم كروز جائزة الأوسكار الفخرية خلال حفل جوائز المحافظين (Governors Awards) الذي أُقيم أمس الأحد، في محطة جديدة ضمن مسيرته السينمائية الحافلة. واغتنم كروز لحظة التكريم ليوجه خطاباً مؤثراً احتفى فيه بسحر السينما وقوة تأثيرها في الناس، مؤكداً أن صناعة الأفلام بالنسبة إليه ليست مجرد مهنة، بل “هويّة كاملة تشكّل وجوده”.

الجائزة قدّمها له المخرج الحاصل على الأوسكار أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، الذي يتولى حالياً إخراج فيلم جديد يجمعه بكروز لم يُعلن اسمه بعد، والمقرر طرحه في أكتوبر (تشرين الأول) 2026، ما يضيف بعداً خاصاً لهذا التكريم في ظل مشروع فني مشترك بينهما ينتظره جمهور السينما العالمية.

خطاب مؤثر يحتفي بسحر السينما

ألقى توم كروز خطاباً حمل الكثير من الشجن والتقدير لصناع السينما في العالم، وركّز فيه على قدرة الفن السابع على تجاوز الفوارق وجمع الناس في تجربة مشتركة داخل قاعة واحدة. وشدّد على أن الأفلام قادرة على خلق جسور بين البشر مهما اختلفت لغاتهم وخلفياتهم.

وقال في كلمته إن السينما “تحمله حول العالم وتعلمه احترام التنوع، وتُظهر له الإنسانية المشتركة التي تجمع الناس مهما اختلفت ثقافاتهم”، مضيفاً: “في صالة العرض نضحك معاً، ونشعر معاً، ونأمل معاً.. وهذه هي قوة هذا الفن، ولهذا هو مهم بالنسبة لي، فصناعة الأفلام ليست ما أفعله، بل هي من أكون”.

بهذه الكلمات لخّص كروز علاقته العميقة بالسينما، مقدماً صورتها كمساحة إنسانية تجمع المشاهدين في إحساس واحد، وتجعل من كل عرض تجربة مشتركة تتجاوز حدود الشاشة.

طفولة صنعتها قاعة السينما

في جزء آخر من خطابه، عاد توم كروز إلى البدايات الأولى لشغفه بالفن السابع، مسترجعاً ذكرياته مع قاعات العرض في طفولته. وأوضح أن علاقته بالسينما لم تبدأ من الشهرة أو الوقوف أمام الكاميرا، بل من لحظة اكتشاف بسيطة ومبهرة وهو طفل.

واستعاد كروز تلك اللحظات قائلاً إن شغفه انطلق منذ طفولته عندما شاهد أول شعاع ضوء يخترق قاعة العرض، وقال: “فجأة بدت لي الحياة أوسع بكثير مما تخيلته.. وتفتّحت أمامي ثقافات ووجوه ومغامرات وأحلام أشعلت داخلي رغبة في المعرفة واستكشاف العالم وخلق الشخصيات ورواية القصص”.

من خلال هذه الذكرى، أظهر كروز كيف تحولت مشاهدة الأفلام من تجربة عابرة لطفل صغير إلى بوابة واسعة نحو عوالم وقصص جديدة، بل إلى نقطة انطلاق لمسيرة فنية صنعت واحداً من أشهر نجوم هوليوود.

سجل توم كروز مع جوائز الأوسكار

ورغم أن تكريمه في حفل جوائز المحافظين جاء على شكل أوسكار فخرية تقديراً لمسيرته المهنية، فإن علاقة توم كروز بحفل الأوسكار تمتد لعقود. إذ يحظى بسجل حافل من الترشيحات، دون أن يظفر بالجائزة التنافسية حتى الآن.

سبق ترشيحه أربع مرات لجوائز الأوسكار: مرتين في فئة أفضل ممثل عن فيلمي Born on the Fourth of July وJerry Maguire، ومرة في فئة أفضل ممثل مساعد عن فيلم Magnolia، إضافة إلى ترشيحه في فئة أفضل فيلم بصفته منتجاً لفيلم Top Gun: Maverick، ما يعكس تنوع أدواره وامتداد تأثيره من التمثيل إلى الإنتاج.

تكريمات أخرى في الحفل

لم يقتصر حفل جوائز المحافظين لهذا العام على تكريم توم كروز وحده، بل شمل أسماء أخرى تركت بصمتها في عالم الفن والإبداع. فقد جرى تكريم المصممة ديبي ألين بأوسكار فخرية، وقدّمتها لها الممثلة سينثيا إريفو في كلمة احتفالية أشادت بمسيرتها الفنية الطويلة ومساهماتها في مجالات التمثيل والرقص والإخراج.

كما نال مصمم الإنتاج وين توماس جائزة خاصة عن مسيرة مهنية امتدت لسنوات في تصميم العوالم البصرية للأفلام، تقديراً لعمله خلف الكواليس في تشكيل هوية عدد من الأعمال السينمائية البارزة.

أما جائزة جان هيرشولت الإنسانية، فمُنحت للمغنية الأسطورية دوللي بارتون، تكريماً لإسهاماتها الإنسانية والخيرية إلى جانب مسيرتها الفنية. وقد اعتذرت بارتون عن عدم الحضور لأسباب صحية، واكتفت بكلمة مسجّلة عبّرت فيها عن امتنانها وسعادتها بهذا التقدير.

سجادة حمراء مزدحمة بالنجوم

كالعادة، تحولت السجادة الحمراء لجوائز المحافظين إلى ملتقى لكبار نجوم هوليوود، حيث شهد الحفل حضوراً لافتاً لقائمة طويلة من الأسماء اللامعة. من بين الحاضرين ظهرت جنيفر لورانس، ومايكل بي. جوردن، وسيدني سويني، وليوناردو دي كابريو، ودواين جونسون، وإيما ستون، وغيرهم من النجوم الذين أضفوا على الأمسية مزيداً من البريق.

هذا الحضور الكثيف عكس أهمية الاحتفال داخل موسم الجوائز الهوليوودي، وكرس حفل هذا العام كموعد يجمع بين تكريم التاريخ السينمائي من جهة، والاحتفاء برموزه الحاليين من جهة أخرى، في ليلة كان بطلها الأبرز توم كروز وخطابه الصادق عن حياته مع السينما.

Karim Boukhris

بوقريس كريم صحفي متخصص في كرة القدم، ويملك خبرة تمتد لسبع سنوات في مجال الصحافة الرياضية المغربية. تعاون مع وسائل إعلام مثل "لو ماتان سبور"، "أطلس فوت" و"راديو ماروك سبور"، وينشر تحليلات تكتيكية وتقارير معمقة حول كرة القدم المغربية، مع تركيز خاص على المنتخبات الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى