بوريطة يبحث في الرباط سبل تعزيز التعاون مع رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس بالعاصمة الرباط، رئيس مجموعة الصداقة فرنسا–المغرب بمجلس الشيوخ الفرنسي، كريستيان كامبون، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المملكة على رأس وفد برلماني هام يمثل مختلف الحساسيات السياسية الفرنسية.
وفي تصريح صحفي عقب اللقاء، أعرب كامبون عن ارتياحه لمستوى التبادل المثمر بين الجانبين، مشددًا على متانة الحوار الثنائي بين الرباط وباريس، الذي يمتد لسنوات من التعاون الوثيق. كما نوّه بما وصفه بـ"الحصيلة الإيجابية" التي ميزت العامين الأخيرين، في إشارة إلى زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي، والتي جدد خلالها التأكيد على موقف فرنسا الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وأكد البرلماني الفرنسي أن مجموعة الصداقة البرلمانية ظلت دائمًا من بين أبرز الداعمين للموقف المغربي، موضحًا أن الوفد الزائر، الذي يضم شخصيات من خلفيات سياسية متعددة، جاء ليعبر عن الالتزام الجماعي بتقوية العلاقات الثنائية و"المساهمة في كتابة فصل جديد من التاريخ المغربي الفرنسي"، وفقًا لرؤية الملك محمد السادس والرئيس ماكرون.
وفي إطار السعي لتعزيز هذه العلاقات المتميزة، دعا كامبون إلى إعادة تفعيل المنتدى البرلماني المغربي الفرنسي، الذي توقفت دوراته منذ آخر اجتماع له في ديسمبر 2019 بالعاصمة باريس، مشيرًا إلى أن تجديد الدينامية البرلمانية من شأنه أن يفتح المجال أمام تعاون أوثق في ملفات استراتيجية.
وأشار المسؤول الفرنسي إلى وجود مشاريع طموحة بانتظار التنفيذ، من بينها مشروع تمديد خط القطار فائق السرعة، وإنشاء أكبر محطة لتحلية مياه البحر في إفريقيا قرب الرباط، بالإضافة إلى الاتفاق الموقع بين الخطوط الملكية المغربية وشركة "إيرباص" لتعزيز أسطول الطائرات الوطني.
كما خصّ كامبون بالذكر قطاع الطاقات المتجددة، واصفًا تجربة المغرب بـ"الملهمة"، معتبرا أن التعاون المغربي الفرنسي في هذا المجال يمكن أن يكون قاعدة لتطوير رؤية جديدة تخدم القارة الإفريقية ككل، في إطار انتقال بيئي شامل وشراكة مستدامة.
وفي ختام تصريحه، شدد رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي على أن العلاقات بين الرباط وباريس، المدعومة بالروابط الثقافية والعلمية والإنسانية المتينة، يمكن أن تعرف طفرة جديدة عبر تفعيل الدبلوماسية البرلمانية، كوسيلة لتوطيد التعاون وتوسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.