بيربليكسيتي: أغلب مستخدمي وكلاء الذكاء الاصطناعي يسعون لرفع الإنتاجية والتعلّم

تُظهر صورة لموقع “Perplexity” وشعاره التقطت في نيويورك، يوم الجمعة 5 يوليو 2024، مدى الحضور المتزايد لهذه المنصات في حياة المستخدمين اليومية، وفق ما نشرته وكالة الأسوشييتد برس.
كشفت دراسة حديثة أن الشريحة الأكبر من مستخدمي وكلاء الذكاء الاصطناعي تنتمي إلى فئة المتعلمين تعليماً عالياً، وتعيش في دول ذات دخول مرتفعة، وتعمل في مجالات التكنولوجيا أو القطاعات المعتمدة على المعرفة.
ملايين الأشخاص باتوا اليوم يعتمدون على وكلاء الذكاء الاصطناعي للتعلّم أو لتحسين إنتاجيتهم في الحياة الشخصية، في ما يصفه الباحثون بأنه أول تحليل واسع يرصد طريقة تبنّي هذه التقنية الجديدة. ويُشبه “الوكيل” الرقمي مساعداً ذكياً عبر الإنترنت يمكنه التخطيط وتنفيذ مهام معقدة، مع حاجة محدودة للإشراف البشري المباشر، بناء على أوامر المستخدم.
وخلال سنة 2025، قامت كبريات شركات الذكاء الاصطناعي في العالم، من بينها “Amazon” و”Google” و”Microsoft” و”OpenAI”، بإطلاق أو توسيع نطاق مساعداتها الرقمية، ما عزز من انتشار هذه الأدوات على مستوى عالمي.
بحث مشترك مع شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي
أجرى باحث من جامعة هارفارد دراسة بالتعاون مع شركة “Perplexity AI”، مستعيناً ببيانات متصفح الذكاء الاصطناعي الخاص بها والمساعد الرقمي “Comet”، الذي تم إطلاقه في يوليو 2025.
وحلل فريق البحث مئات الملايين من طلبات البحث والاستفسارات لفهم كيفية تعامل المستخدمين مع الوكيل، قبل أن ينشروا نتائجهم الأولية على الإنترنت هذا الأسبوع، علماً أن هذه النتائج لم تخضع بعد لمراجعة الأقران العلمية.
جرى تصنيف المستخدمين وفق وظائفهم وأنماط استخدامهم المعتادة للوكيل. وأظهر التحليل أن من تبنّوا وكلاء الذكاء الاصطناعي مبكراً، إضافة إلى المستخدمين في البلدان الأعلى دخلاً والأكثر تعليماً، يميلون أكثر إلى استخدام الوكلاء بكفاءة وبصورة منتظمة.
كما بينت الدراسة أن أكثر من 70 في المئة من المستخدمين ينتمون إلى قطاعات رقمية أو كثيفة المعرفة، مثل الأوساط الجامعية والقطاع المالي، والتسويق، وريادة الأعمال. في المقابل، كان حضور هذه الأدوات أضعف بكثير في القطاعات التي تتطلب تفاعلاً مباشراً مع البيئة المادية، كقطاعي الطاقة والزراعة.
أنماط الاستخدام والمهام الأكثر انتشاراً
أظهرت النتائج أن فئة مهام “الإنتاجية وسير العمل” شكّلت النسبة الأكبر من الاستخدامات، بحوالي 36 في المئة من إجمالي المهام المسندة إلى الوكيل. وشملت هذه الفئة:
- إنشاء أو تعديل المستندات
- تنظيم وتصنيف رسائل البريد الإلكتروني
- تلخيص معلومات متعلقة بالاستثمار
- إنشاء مواعيد وأحداث في التقويم
أما ثاني أكثر الاستخدامات شيوعاً فتركّز حول “التعلّم والبحث”، حيث مثّلت هذه الفئة نحو 21 في المئة من الاستفسارات، وشملت طلب تلخيص محتوى دراسي أو أوراق بحثية أو معلومات معرفية متخصصة.
إلى جانب ذلك، برزت مهام أخرى مثل المساعدة في التسوق عبر الإنترنت، وتخطيط الرحلات والسفر، والبحث عن فرص عمل، ما يعكس اتساع نطاق الاعتماد على هذه الأدوات خارج الإطار المهني التقليدي.
وبصورة عامة، أظهرت الدراسة أن المستخدمين توجهوا إلى وكلاء الذكاء الاصطناعي في شؤون حياتهم الشخصية أكثر من استخدامهم في العمل، إذ ارتبط 55 في المئة من الأسئلة بمهام بعد ساعات العمل، مقابل 30 في المئة متعلقة بالوظيفة، بينما خُصصت نسبة 16 في المئة للتعليم بشكل مباشر.
كما لاحظ الباحثون أن علاقة المستخدم بالوكيل تتطور مع مرور الوقت؛ فكثيرون يبدأون بطلبات بسيطة تتصل بالسفر أو المحتوى الترفيهي ووسائط الإعلام، ثم ينتقلون تدريجياً إلى استخدامات أكثر تعقيداً ترتبط بتحسين الإنتاجية، واكتساب معارف جديدة، واستكشاف مسارات مهنية أو تعليمية مختلفة.



