ترامب وشي يعلنان عن توافقات تجارية جديدة لتعزيز العلاقات بين واشنطن وبكين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، اليوم الخميس في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، عن التوصل إلى تفاهمات تجارية مهمة تشمل الرسوم الجمركية والمعادن الأرضية النادرة وعدة ملفات اقتصادية أخرى، مؤكدين التزامهما بالعمل على استقرار العلاقات الثنائية وتعزيزها بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
لقاء على هامش قمة أبيك
جاء اللقاء بين الزعيمين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في ختام جولة ترامب الآسيوية، ويعد هذا أول لقاء يجمعه بالرئيس الصيني منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وصف ترامب الاجتماع بأنه “نجاح كبير”، معلنًا عن نيته زيارة الصين في أبريل 2026 لمواصلة المباحثات وتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
تخفيض الرسوم الجمركية واستئناف التبادل التجاري
أكد ترامب أنه تم خفض الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية من 57% إلى 47%، مشيرًا إلى التوصل لاتفاق بشأن استئناف الصين شراء فول الصويا الأمريكي، بالإضافة إلى الحفاظ على صادرات المعادن الأرضية النادرة، التي تعد من أهم موارد بكين الاستراتيجية.
كما كشف الرئيس الأمريكي أن الطرفين اتفقا على تعزيز التعاون للحد من التجارة غير المشروعة بمادة الفنتانيل، مؤكدًا أن الجانبين “اتفقا على كل شيء تقريبًا”.
تصريحات شي جين بينغ
من جانبه، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده توصلت إلى “توافق” مع الولايات المتحدة حول القضايا الاقتصادية والتجارية، موضحًا أن الفرق الاقتصادية لكلا البلدين “تبادلت وجهات النظر بشكل معمّق، وتوصلت إلى تفاهمات حول سبل الحل”.
وأضاف شي:
“يتعيّن على الفريقين تحسين وإتمام أعمال المتابعة في أقرب وقت ممكن، والحفاظ على التوافق وتنفيذه، وتقديم نتائج ملموسة لتهدئة النفوس في ما يتعلق باقتصادات الصين والولايات المتحدة والعالم”.
خلفية اللقاء وتداعياته
يأتي هذا اللقاء في وقت حساس، إذ تقترب المهلة المحددة للهدنة التجارية المؤقتة بين واشنطن وبكين من نهايتها في 10 نوفمبر المقبل، بعدما كان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية بداية الشهر القادم.
وتزامن ذلك مع تصاعد القيود المتبادلة على الموانئ والتكنولوجيا والمعادن النادرة، ما جعل لقاء بوسان خطوة حاسمة في مسار استقرار العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
منذ اندلاع الحرب التجارية عام 2018، شهدت العلاقات بين واشنطن وبكين مراحل من التوتر والانفراج، شملت قضايا الملكية الفكرية، وسلاسل التوريد، والوصول إلى الأسواق، حيث يسعى الجانبان اليوم لإعادة بناء الثقة والتعاون في إطار أكثر توازنًا.



