أخبار العالم

ترامب ينشر آلاف الجنود في لوس أنجلوس وسط احتجاجات على ترحيل المهاجرين

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الاثنين 9 يونيو 2025، عن نشر 700 عنصر من قوات مشاة البحرية (المارينز) بالإضافة إلى 2,000 من جنود الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات حادة من مسؤولين ديمقراطيين، وعلى رأسهم حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم.

وجاء هذا التصعيد في خضم احتجاجات اندلعت على خلفية عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير النظاميين، والتي شهدت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. ورغم إرسال 2,100 جندي مسبقاً إلى المدينة، جاء القرار الجديد ليضاعف من حجم القوة العسكرية الفيدرالية المتواجدة على الأرض.

ردود فعل غاضبة ومخاوف من تجاوزات

حاكم كاليفورنيا وصف هذا الانتشار العسكري بـ"الجنوني" و"غير المبرر"، معتبراً أنه يُغذي "خيال رئيس استبدادي"، على حد تعبيره، وأضاف أن الهدف منه ليس الأمن، بل "إرضاء غرور رئيس خطير"، مشيراً إلى أن بعض عناصر الحرس الوطني لم يتلقوا حتى الماء أو الطعام.

بدورها، قالت الناشطة كايلي ديمر (47 عامًا): "كان من المفترض أن يحمونا، لا أن يتحولوا إلى أدوات قمع"، معتبرةً أن البلاد "لم تعد ديمقراطية".

وأكد المدعي العام للولاية، روب بونتا، أنه سيتقدّم بدعوى قضائية ضد الرئيس ترامب، بدعوى انتهاك الدستور من خلال إرسال قوات فدرالية دون موافقة الحاكم.

تصعيد على الأرض وخطاب ناري من ترامب

وشهدت مدن كاليفورنية أخرى، مثل سانتا آنا، إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع وصوتية من قبل الشرطة تجاه متظاهرين رددوا شعارات ضد إدارة الهجرة الفيدرالية (ICE). كما اندلعت اشتباكات في نيويورك وأوستن بولاية تكساس.

ترامب، من جهته، لم يتراجع، بل نشر عبر منصته "تروث سوشال" منشوراً جاء فيه: "إذا بصقوا، نردّ بالضرب… وسنضرب كما لم نضرب من قبل"، في إشارة إلى المحتجين الذين وصفهم بـ"المتمردين".

وأُظهرت صور من لوس أنجلوس تواجد عناصر من الحرس الوطني مدججين بالسلاح أمام مراكز الاحتجاز الفيدرالية، وسط هتافات غاضبة من المتظاهرين مثل: "عودوا إلى ثكناتكم!".

جدل قانوني وحملة انتخابية مشتعلة

يأتي هذا التوتر في ظل توقعات بأن يكون غافين نيوسوم، الذي يتعرض لهجمات متكررة من ترامب، مرشحًا محتملاً للانتخابات الرئاسية لعام 2028. وكان الرئيس الأمريكي قد ألمح في تغريدة إلى "رغبته" في اعتقال الحاكم، ما أثار موجة تنديد، حيث كتب نيوسوم: "رئيس الدولة يدعو لاعتقال حاكم منتخب. هذا تجاوز خطير وخط أحمر لا يجب تجاوزه في أي ديمقراطية".

من جانبه، حاول توم هومان، المسؤول عن برنامج الترحيلات، تهدئة الأجواء قائلاً إن تصريحات ترامب "أُخرجت من سياقها"، وإنه لا نية لدى الإدارة لاعتقال الحاكم.

وتشهد لوس أنجلوس ومناطق أمريكية أخرى موجة من الغضب الشعبي في أعقاب الترحيلات القسرية لعائلات مهاجرة، كان أبرزها شهادة مؤلمة لفتاة تدعى جوليان قالت إنها "رأت والدها يُقيّد من يديه وقدميه أمام عينيها"، ووصفت ما حدث بأنه "صادم ومؤلم".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى