تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل: طهران ترد بصواريخ وتوقع قتلى ودمارًا في مدن إسرائيلية

في تطور ينذر بتدهور غير مسبوق في الشرق الأوسط، أطلقت إيران فجر اليوم الإثنين صواريخ على مدن إسرائيلية كبرى، في رد مباشر على ليلة رابعة من الغارات الإسرائيلية المكثفة التي طالت عمق الأراضي الإيرانية.

وأكدت السلطات الإسرائيلية مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 92 آخرين، في حين أشارت تقارير إعلامية إلى أن الهجمات استهدفت تل أبيب، بتاح تكفا، بني براك، وحيفا، مخلفة دمارًا هائلًا في المباني السكنية.

تصعيد غير مسبوق بين خصمين لدودين

الهجوم الإيراني، الذي تبنّته قوات الحرس الثوري الإيراني، اعتُبر الأوسع من نوعه منذ عقود بين البلدين. وأعلنت طهران أن "عدة صواريخ أصابت أهدافها بنجاح" داخل إسرائيل، وتوعدت بمزيد من "العمليات المدمرة".

وأعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن الضربات استهدفت "منشآت صناعية عسكرية ومراكز لإنتاج الصواريخ"، في حين رد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس محذرًا سكان طهران بأنهم "سيدفعون الثمن".

ضحايا ودمار في الجانبين

في المقابل، أعلنت إيران أن الضربات الإسرائيلية، التي استهدفت مراكز قيادة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري ومنشآت نووية، تسببت منذ الجمعة في مقتل 224 شخصًا وإصابة أكثر من ألف آخرين.
أما في الجانب الإسرائيلي، فقد أسفرت الردود الإيرانية المتتالية منذ الجمعة عن مقتل 18 شخصًا وإصابة نحو 400.

المدنيون في قلب الأزمة

مع تصاعد التوتر، تحولت محطات المترو والمساجد والمدارس في طهران إلى ملاجئ مؤقتة، وسط هروب جماعي للسكان من العاصمة.
وقال شهود عيان إن "الانفجارات لم تتوقف منذ الجمعة"، بينما أظهرت مشاهد من تل أبيب مباني منهارة وسحب دخان كثيفة في السماء.

مخاوف من انزلاق إلى مواجهة مفتوحة

يعد هذا التصعيد العسكري الأول من نوعه من حيث الكثافة بين إيران وإسرائيل، بعد سنوات من الحرب بالوكالة والعمليات السرية. وتشير تقارير إلى أن إسرائيل دمرت المنشأة الرئيسية في نطنز، ما يثير مخاوف من تغيير في موازين القوة في المنطقة.

ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى "الحوار والدبلوماسية"، في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "التدخل الأمريكي في النزاع يبقى احتمالًا مطروحًا"، داعيًا الطرفين إلى "التوصل لاتفاق".