ثلثا الفرنسيين يطالبون باستقالة ماكرون وسط أزمة سياسية

أزمة سياسية تهز فرنسا
مع اقتراب موعد التصويت على الثقة بحكومة رئيس الوزراء فرنسوا بايرو، يوم الإثنين المقبل، يعبر حوالي ثلثي الفرنسيين عن رغبتهم في استقالة الرئيس إيمانويل ماكرون كحل للأزمة السياسية التي تعصف بفرنسا، وذلك نتيجة تراجع الثقة بالثنائي الحاكم.
استطلاعات الرأي تكشف تراجع الثقة
- استطلاع أودوكسا-باكبون: أظهر استطلاع أجرته مؤسسة أودوكسا-باكبون لصحيفة لوفيغارو المحافظة، أن 64% من الفرنسيين يدعمون إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار رئيس جديد، بدلاً من تعيين رئيس وزراء جديد للمرة الخامسة في أقل من عامين. كما طالب 56% من المستطلعين بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة لمعالجة الأزمة. التفاصيل: أُجري الاستطلاع عبر الإنترنت يومي 3 و4 سبتمبر 2025، على عينة مكونة من 1005 أشخاص.
- استطلاع فيريان: كشف استطلاع أجرته مؤسسة فيريان لصالح مجلة لوفيغارو ماغازين أن 15% فقط من الفرنسيين يثقون بماكرون، مسجلاً تراجعًا غير مسبوق بمقدار 6 نقاط مقارنة بشهر يوليو 2025. كما انخفضت ثقة ناخبي ماكرون في الدورة الأولى لانتخابات 2022 إلى 45% (بانخفاض 14 نقطة في شهر واحد)، وهو أدنى مستوى منذ انتخابه عام 2017. التفاصيل: أُجري الاستطلاع عبر الإنترنت بين 31 أغسطس و2 سبتمبر 2025، على عينة من 1000 شخص فوق 18 عامًا، باستخدام أسلوب الحصص وهامش خطأ بين 1.4 و3.1 نقاط.
- استطلاع إيلابي: أكد استطلاع لمؤسسة إيلابي، أُجري لصحيفة Les Échos الاقتصادية، تراجع دعم ماكرون بين ناخبيه إلى أدنى مستوياته منذ توليه الرئاسة. التفاصيل: أُجري الاستطلاع عبر الإنترنت يومي 2 و3 سبتمبر 2025، على عينة من 1000 شخص من سكان فرنسا الكبرى فوق 18 عامًا، بهامش خطأ بين 1.4 و3.1 نقاط.
أزمة حكومة بايرو
تواجه حكومة فرنسوا بايرو خطر السقوط، حيث أعلنت أحزاب المعارضة، بما في ذلك فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) والتجمع الوطني (اليمين المتطرف)، نيتها التصويت ضد منح الثقة لحكومته في الجمعية الوطنية يوم 8 سبتمبر. السبب الرئيسي هو فشل الحكومة في معالجة أزمة العجز المالي المتفاقم، مما دفع الفرنسيين لفقدان الثقة في قدرة بايرو على قيادة البلاد.
تراجع شعبية بايرو
كشف استطلاع فيريان أن ثقة الفرنسيين برئيس الوزراء انخفضت إلى 14% (بانخفاض نقطتين)، وهو أدنى مستوى مسجل لرئيس وزراء في تاريخ فرنسا. هذا التراجع يعكس حالة عدم الاستقرار السياسي، حيث يواجه ماكرون تحديات في تعيين رئيس وزراء جديد يحظى بدعم البرلمان المجزأ.
تحديات سياسية متصاعدة
- ضغوط المعارضة: دعا حزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلونشون إلى استقالة ماكرون، معتبرين أنها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. في المقابل، اتخذت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، موقفًا أكثر اعتدالاً، داعية إلى تعاون مع رئيس وزراء جديد لإقرار ميزانية متوازنة.
- البرلمان المجزأ: يعاني البرلمان الفرنسي من انقسامات حادة بين اليسار، الوسط، واليمين، مما يجعل تشكيل حكومة مستقرة أمرًا صعبًا. الدستور الفرنسي يمنع إجراء انتخابات تشريعية جديدة قبل يوليو 2026، مما يزيد من تعقيد الوضع.
تأثير الأزمة
تشير الاستطلاعات إلى أن استمرار الأزمة السياسية قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات الاقتصادية، خاصة مع تصاعد الضغوط لخفض الدين العام. قرارات ماكرون المثيرة للجدل، مثل حل الجمعية الوطنية في يونيو 2024 بعد هزيمته في الانتخابات الأوروبية، ساهمت في تعميق الأزمة وزيادة الاستياء الشعبي.