حكيمي… إن لم يكن الآن، فمتى؟

أشرف حكيمي، ذلك النجم الذي يكسر كل التوقعات ويعيد تعريف مركز الظهير الأيمن.
موسمه الحالي يُثير سؤالًا مشروعًا: ماذا يمكن أن يفعل أكثر من ذلك لينال الكرة الذهبية؟
أرقام خارقة لمدافع
صحيح أن الموسم لم ينتهِ بعد بسبب كأس العالم للأندية، لكن حكيمي أنهى حتى الآن ما يقارب 70 مباراة، معظمها بشكل كامل، مسجلاً 11 هدفًا ومقدماً 15 تمريرة حاسمة. هذه الأرقام غير مسبوقة لأي مدافع، وتجعل منه حالة فريدة في كرة القدم المعاصرة.
سجل حافل وبطولات جماعية
الكرة الذهبية نادرًا ما تُمنح لمدافع. تاريخيًا، حصل عليها فرانز بيكنباور في 1976 بعد تتويج بايرن ميونيخ بدوري الأبطال، وفابيو كانافارو سنة 2006 بعد فوز إيطاليا بكأس العالم. أما حكيمي، فقد تألق في نهائي دوري الأبطال وساهم بفوز فريقه، بالإضافة إلى حصد كافة الألقاب المحلية. وإن واصل تألقه في مونديال الأندية – حيث يُعد من أفضل اللاعبين – فستُضاف ورقة ضغط جديدة إلى ملف ترشيحه المستحق.
اللاعب الذي لا يعرف له مركز
رغم كونه ظاهريًا “ظهير أيمن”، إلا أن حكيمي يُغير مركزه باستمرار خلال المباراة. يلعب كـ”جناح هجومي”، أو حتى كمهاجم صريح في بعض الأحيان. شوهد أيضًا في أدوار محورية، كموزع و”ريلايير” في وسط الملعب.
ما يميز حكيمي أنه يؤدي أدواره الدفاعية بإتقان، لكنه أيضًا يمتلك قدرة هجومية رهيبة: مراوغة، تسديد، تمرير عرضي، وسرعة خارقة.
في اللحظات الأخيرة من المباريات، حين يتراجع الجميع بدنيًا، يبدأ هو في الانطلاق وكأن اللقاء بدأ للتو.
لقطة الموسم
من بين أبرز لحظات حكيمي هذا الموسم، لا تبرز أهدافه ولا تمريراته فقط، بل تدخل دفاعي مذهل في الدقيقة 90 من نهائي كأس فرنسا ضد ريمس، حين كان فريقه متقدمًا بثلاثية نظيفة. حكيمي قطع مسافة كبيرة لمنع هجمة كانت بلا تأثير على النتيجة، لكن تصرفه كشف عن روح قتالية ومهنية نادرة… لقطة، وحدها، قد تبرر منحه الكرة الذهبية.
تفوق فني وأخلاقي
بالإضافة إلى أرقامه ومرونته التكتيكية، يتمتع حكيمي بميزة نادرة: الاستمرارية والاتزان. في موسم مليء بالتحديات، حافظ على أدائه العالي بثبات، دون ضجيج إعلامي أو استعراض، بل بتواضع يُحسب له.
طبعًا، ليس حكيمي الوحيد المرشح للكرة الذهبية. في صفوف باريس سان جيرمان، يبرز كل من عثمان ديمبيلي وفيتينيا بأداء لافت. هناك أيضًا لامين يامال، رغم غياب فريقه عن كأس العالم للأندية، وكيليان مبابي، الذي سيواجه حكيمي في نصف نهائي ناري بين باريس سان جيرمان وريال مدريد.
لكن الحقيقة تبقى أن أشرف حكيمي، بما قدمه فرديًا وجماعيًا، يستحق أن يكون على منصة الكرة الذهبية. وربما، للمرة الأولى، تكون الكرة الذهبية قريبة من ظهير أيمن… من المغرب.