حملة طبية بالحوز لإجراء أزيد من 400 عملية لإزالة المياه البيضاء
تتواصل بالمركز الاستشفائي الإقليمي بتحناوت بإقليم الحوز، خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 5 دجنبر الجاري، حملة طبية كبرى لمكافحة العمى تستهدف إجراء أكثر من 400 عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء، وذلك بمبادرة من مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
هذه المبادرة الإنسانية، التي أضحت تقليدًا سنويًا، تُنظَّم بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون، وتندرج في إطار البرامج الاجتماعية المواكبة للمهرجان الدولي للفيلم، حيث يتم تنظيم فحوصات متخصصة وعمليات جراحية لفائدة المرضى القادمين من مختلف جماعات إقليم الحوز، خاصة الفئات المعوزة والمناطق المتضررة.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت نادية الحنصالي، مسؤولة قسم المشاريع بمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن الحملة تمر عبر مرحلتين أساسيتين؛ الأولى خُصصت للفحوصات الطبية لنحو 3000 مستفيدة ومستفيد، بينما تشمل المرحلة الحالية إنجاز عمليات جراحية لإزالة المياه البيضاء (الجلالة) لفائدة أزيد من 400 مريض، إضافة إلى توزيع 400 قفة غذائية على الأسر الهشة بالإقليم.
وأبرزت أن هذه المبادرة “تروم تقريب الخدمات الطبية والاستشفائية من الساكنة، وتقليص آثار العوز الصحي في المناطق المتضررة”، مذكِّرة بأن المؤسسة دأبت، تحت الرئاسة الفعلية لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، على تنظيم حملتين إلى ثلاث حملات كل سنة لفائدة الفئات ذات الهشاشة الاجتماعية.
النسخة الـ29 من هذه الحملة تعرف مشاركة أطقم طبية وتمريضية متخصصة تعمل على تقديم استشارات مجانية، وتوزيع نظارات طبية، والتحسيس بأهمية الوقاية والكشف المبكر عن أمراض العيون. كما جرى تسخير تجهيزات ولوجستيات مهمة لضمان استقبال جيد والتكفل الأمثل بالمستفيدين من مختلف الأعمار.
وفي هذا السياق، أشار البروفيسور في الطب وجراحة العيون، يونس أقنور، إلى أن الأطقم الطبية التابعة لمؤسسة الحسن الثاني لطب العيون “أجرت عشرات العمليات الجراحية في اليوم الأول، شملت إزالة المياه البيضاء، وعمليات خاصة بالأطفال، إضافة إلى التكفل بمضاعفات تعود لمرحلة ما بعد الزلزال.”
وأوضح في تصريح للصحافة، أن العملية “تتم في ظروف طبية مهنية عالية”، مضيفًا أن المرحلة الموالية ستعرف انتقال الفرق الطبية إلى الجماعات التي ينحدر منها المستفيدون من أجل تتبع حالتهم الصحية عن قرب، والتأكد من نجاح التدخلات الجراحية وتحسن مؤشرات استعادة البصر.
من جانبه، أبرز مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بالحوز، عبد اللطيف الزغادي، أن “حملة هذه السنة لها طابع خاص، لأنها موجهة بشكل مباشر إلى المناطق الأكثر تضررا”، مشيرًا إلى أن “التنظيم المحكم وتعاون مختلف الشركاء، من سلطات محلية ووقاية مدنية ومصالح العمالة، مكن من مرور العملية في ظروف جيدة”.
الحملة عرفت كذلك حضور عدد من نجوم السينما المغربية والعالمية الذين قاموا بزيارة ميدانية للمستشفى، واطلعوا عن كثب على سير العمل وظروف استقبال المستفيدين، كما أجروا لقاءات إنسانية مع المرضى والأطقم الطبية، في التفاتة رمزية تعكس دعمهم لهذه المبادرة التضامنية التي ترافق سنويًا فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
من جهتهم، عبّر عدد من المستفيدات والمستفيدين في تصريحات متطابقة عن امتنانهم للجهات المنظمة وللفرق الطبية، معتبرين أن هذه الحملة تشكل “نافذة أمل” حقيقية تتيح لهم استعادة بصرهم والتخفيف من معاناة طويلة الأمد أثرت على حياتهم المهنية والأسرية، ومنحتهم فرصة جديدة للاندماج والعيش بكرامة.
