خبراء عالميون يطالبون بتجميد الذكاء الاصطناعي الخارق: تهديد وجودي!

أطلق أكثر من 700 عالم ومسؤول سياسي ورائد أعمال تكنولوجي ومشاهير، يوم الأربعاء، مبادرة طارئة لإيقاف تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز الذكاء البشري، محذرين من مخاطره الكارثية على البشرية جمعاء.
مبادرة معهد مستقبل الحياة وأبرز الموقعين
“ندعو إلى وقف تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق حتى يتوصل العلماء إلى إجماع علمي على إمكانية بناءه بطريقة آمنة ومُحكمة، وحتى يتوافر الدعم الشعبي”، هكذا جاء في بيان المبادرة الذي نشرته منظمة “معهد مستقبل الحياة” الأمريكية غير الربحية، المعروفة بتحذيراتها المتكررة من مخاطر الذكاء الاصطناعي غير المنضبط. يضم قائمة الموقعين روادًا في المجال مثل جيفري هينتون (حائز نوبل فيزياء 2024)، وستيوارت راسل (جامعة كاليفورنيا بيركلي)، ويوشوا بينجيو (جامعة مونتريال). كما وقع ريتشارد برانسون (فيرجن)، وستيف وزنياك (آبّل)، وستيف بانون (مستشار ترامب سابقًا)، وسوزان رايس (مستشارة أوباما)، وباولو بينانتي (خبير الفاتيكان)، بالإضافة إلى المغني ويليام آي. آم والأمير هاري وميغان ماركل. هذا التحالف الواسع يعكس إجماعًا نادرًا بين العلماء والسياسيين والمشاهير حول ضرورة الفرملة قبل فوات الأوان.
السباق نحو AGI والتحذيرات العاجلة
تسعى الشركات الكبرى إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، حيث يصبح النظام مساويًا للقدرات البشرية الكاملة ثم يتفوق عليها بشكل خارق. يتوقع سام ألتمان (OpenAI، مبتكر ChatGPT) وصول هذه المرحلة خلال 5 سنوات، كما صرح في سبتمبر أمام مجموعة أكسل سبرينغر. أما ماكس تيجمارك، رئيس المعهد، فقال لوكالة فرانس برس: “لا يهم إن كان ذلك خلال عامين أو خمسة عشر عامًا، فإن بناء شيء كهذا أمر غير مقبول”. وأضاف: “يمكننا أن نؤيد ابتكار أدوات ذكاء اصطناعي أكثر قوة، لعلاج السرطان مثلًا، بينما نعارض الذكاء الاصطناعي الفائق”. وشدد على أن الشركات تعمل “دون أي إطار تنظيمي”، مشيرًا إلى تغريدته: “وقد برز تحالف واسع النطاق ضد سكاي نت: باحثو الذكاء الاصطناعي، وقادة دينيون، ورواد أعمال، وصانعو سياسات… نقف معًا لأننا نريد مستقبلًا إنسانيًا”.
صدى دولي ودعوات لاتفاقيات عالمية
يأتي هذا النداء تكملة لرسالة سابقة وقّعها باحثون ومديرون تنفيذيون في الأمم المتحدة قبل شهر، داعية إلى “اتفاقيات دولية بشأن الخطوط الحمراء للذكاء الاصطناعي” لتجنب الكوارث. يُعد هذا التحرك إنذارًا عالميًا يجمع طيفًا واسعًا من الشخصيات، من اليمين إلى اليسار، لفرض ضوابط قبل أن يصبح الذكاء الخارق واقعًا لا يمكن السيطرة عليه.



