“سبيس إكس” تعزّز كوكبة “ستارلينك” بإقلاعين متتاليين في أقل من 4 ساعات

تواصل شركة “سبيس إكس” الأميركية دفع حدود صناعة الفضاء الخاصة، بعدما نفّذت، الأحد، عمليتي إطلاق متتاليتين لمجموعة جديدة من الأقمار الصناعية التابعة لمنظومة “ستارلينك”، في ظرف زمني لا يتجاوز أربع ساعات بين الإقلاعين، ما يعكس مستوى عالياً من الجاهزية التقنية والتنظيمية.
فالكون 9 ينطلق من فلوريدا محمّلاً بـ29 قمراً صناعياً
وأوضحت الشركة، في بيان لها، أن صاروخ “فالكون 9” أقلع من مركز كينيدي الفضائي بولاية فلوريدا، حاملاً 29 قمراً صناعياً جديداً إلى مدار أرضي منخفض. وتُستخدم هذه المدار المنخفضة عادةً في منظومات الإنترنت الفضائي، لما توفره من زمن استجابة أقل وجودة اتصال أفضل.
ويمثّل “فالكون 9” العمود الفقري لعمليات الإطلاق لدى “سبيس إكس”، بفضل تصميمه القابل لإعادة الاستخدام، حيث يمكن استعادة المرحلة الأولى من الصاروخ والاعتماد عليها في مهمات لاحقة، وهو ما يُسهم في خفض التكلفة الإجمالية للإطلاقات وتكثيف وتيرتها خلال السنة الواحدة.
إطلاقان متتاليان يرفعان رصيد “فالكون 9” لهذا العام
العمليتان الجديدتان سُجّلتا باعتبارهما الإطلاقين رقم 145 و146 لصاروخ “فالكون 9” خلال السنة الجارية، في رقم غير مسبوق يؤكد تسارع نشاط “سبيس إكس” التجاري والتقني، سواء في مجال خدمات الإنترنت الفضائي أو في إطلاق الأقمار لحساب جهات حكومية وتجارية مختلفة.
وخلال هذا العام وحده، خُصِّصت أكثر من مئة عملية إطلاق لدعم شبكة “ستارلينك”، ما يبرز الأولوية التي تمنحها الشركة لهذا المشروع الاستراتيجي، الذي تراهن من خلاله على توفير خدمة إنترنت عالي السرعة لمناطق واسعة من العالم، بما في ذلك المناطق النائية التي تعاني من ضعف أو غياب البنية التحتية الأرضية.
أكبر منظومة أقمار صناعية عاملة في التاريخ
يشير التقرير إلى أن شبكة “ستارلينك” أصبحت اليوم أكبر منظومة أقمار صناعية نشطة في التاريخ، إذ يتجاوز عدد الأقمار العاملة في المدار حاليًا 8 آلاف و900 قمر، تم توزيعها في طبقات متعددة حول الأرض لتأمين تغطية أوسع واستقرار أفضل في الخدمة.
هذا التوسع المستمر يفتح الباب أمام تحوّل نوعي في سوق الاتصالات العالمية، حيث يمكن لمشاريع مثل “ستارلينك” أن تعيد رسم خريطة الوصول إلى الإنترنت، وتقلّص الفجوة الرقمية بين الدول والمناطق، في وقت تستمر فيه “سبيس إكس” في اختبار حدود قدرتها على تنفيذ عدة عمليات إطلاق في اليوم الواحد، بوتيرة قد تغيّر معايير صناعة الفضاء التقليدية.



