دراسة صينية: المشروبات الغازية “الدايت” قد ترفع خطر أمراض الكبد بنسبة 60%

على الرغم من تسويقها كبديل صحي للمشروبات الغنية بالسكر، تكشف دراسة حديثة أن المشروبات الغازية الخالية من السكر قد تحمل مخاطر غير متوقعة على صحة الكبد، بل وربما تكون أكثر ضررًا من نظيراتها التقليدية.
المشروبات “الدايت”.. بديل غير بريء
من المعروف أن المشروبات الغازية المحلاة بالسكر تُرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري والسمنة وأمراض القلب. لكن المشروبات “الدايت”، التي تحتوي على محليات صناعية مثل الأسبارتام والسكرالوز والستيفيا، أصبحت موضع تساؤل متزايد.
تشير دراسات علمية متكررة إلى أن هذه البدائل قد تُحدث خللًا في عملية الأيض، أو تؤثر على توازن البكتيريا المعوية، أو حتى تزيد الرغبة في تناول السكر، ما يجعلها بعيدة عن كونها خيارًا صحيًا فعلاً.
تفاصيل الدراسة الصينية
أجرى باحثون من جامعة سوشو في الصين دراسة واسعة لتقييم العلاقة بين استهلاك المشروبات الغازية وصحة الكبد.
استندت الدراسة إلى بيانات 124 ألف مشارك من “البنك الحيوي البريطاني”، وهو مشروع بحثي ضخم في المملكة المتحدة، وتم تتبع عاداتهم الغذائية لمدة عشر سنوات باستخدام استبيانات متكررة حول النظام الغذائي.
ووفقًا للنتائج التي عُرضت في المنتدى الأوروبي لأمراض الجهاز الهضمي في برلين يوم 6 أكتوبر 2025، فإن تناول مشروب محلى واحد يوميًا يزيد خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) بنسبة 50%، وهو مرض يتميز بتراكم الدهون في الكبد لدى أشخاص لا يستهلكون الكحول.
الأخطر من ذلك، بحسب الفريق البحثي، أن الخطر يرتفع إلى 60% لدى من يتناولون المشروبات الغازية الخالية من السكر بانتظام، أي أكثر بـ10% من أولئك الذين يشربون المشروبات السكرية العادية.
آلية الخطر وتأثيرها على الجسم
يُفسر الباحثون هذه النتيجة بكون المشروبات الغازية – حتى الخالية من السكر – تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات الإنسولين وسكر الدم، مما يُحفز تخزين الدهون في الكبد ويُحدث اضطرابًا في عملية التمثيل الغذائي.
وقال ليهي ليو، الباحث الرئيسي من جامعة سوشو، لشبكة CNN:
“هذه النتائج تُفنّد الاعتقاد بأن المشروبات الغازية الدايت غير ضارة، وتدعو إلى إعادة تقييم دورها في النظام الغذائي وصحة الكبد.”
الماء… الخيار الأكثر أمانًا
خلصت الدراسة إلى توصية بسيطة: من أجل الحفاظ على صحة الكبد وتفادي أمراض الأيض المزمنة، يبقى الماء الخيار الأمثل للترطيب، دون أي آثار جانبية أو مخاطر على الجسم.