زيلينسكي يطالب بتغيير النظام في روسيا بعد هجمات مميتة على كييف

في أعقاب غارات جوية روسية دامية على العاصمة الأوكرانية كييف خلّفت 28 قتيلًا بينهم ثلاثة أطفال، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي إلى السعي نحو تغيير النظام في روسيا، محذرًا من أن موسكو “ستواصل زعزعة استقرار الدول المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب” إذا لم يُتخذ هذا المسار.
28 قتيلًا وعشرات الجرحى في كييف
أفادت وزارة الداخلية الأوكرانية أن عدد الضحايا ارتفع إلى 28 قتيلاً و159 جريحًا، بينهم 16 طفلًا، نتيجة قصف ليلي استهدف حي سفياتوشينسكي في كييف. تم انتشال جثث 10 أشخاص من تحت الأنقاض، بينهم طفل يبلغ من العمر عامين.
وفي تصريحات خلال مؤتمر دولي، قال زيلينسكي:
“أعتقد أن روسيا يمكن دفعها إلى إنهاء هذه الحرب. لقد بدأتها هي”.
ووصف الغارات بأنها “عرض دموي جديد”، مطالبًا بتحرك حاسم دولي لردع موسكو.
تحذيرات من ترامب وعقوبات جديدة
أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجمات، واصفًا إياها بأنها “مقززة”، وأكد فرض عقوبات جديدة على روسيا، مضيفًا:
“لا أعلم إن كانت هذه العقوبات ستؤثر، لكننا سنقوم بها”.
وكان ترامب قد منح بوتين مهلة عشرة أيام لإنهاء الحرب، مشيرًا إلى أنها أسوأ صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي تصريح منفصل، وجّه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بسبب تصريحاته التصعيدية.
أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصواريخ
ذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 309 طائرات مسيّرة و8 صواريخ كروز على عدة مناطق، استهدفت كييف بشكل رئيسي. وتم إسقاط 288 طائرة مسيّرة وثلاثة صواريخ.
شهدت العاصمة دمارًا كبيرًا، حيث تم تدمير مبانٍ سكنية بالكامل، واحتراق سيارات.
قالت إحدى المواطنات، فالنتينا (28 عامًا):
“لا أستوعب ما حدث بعد، الأمر مرعب”.
وأضاف تيموفيي، أحد السكان، الذي انهار منزله:
“استيقظت على صوت الصاروخ، كل شيء انهار فوقي. كان الأمر مروعًا”.
دعوات دولية للضغط على موسكو
طالب وزير الخارجية الأوكراني، أندريي سيبيها، عبر منصة “إكس”، بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، داعيًا إلى “أقصى ضغط ممكن على موسكو”.
بدورها، زعمت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت قاعدة جوية ومصنعًا للطائرات المسيّرة ومستودع ذخيرة.
معركة على مدينة استراتيجية
أعلنت روسيا السيطرة على تشاسيف يار، مدينة استراتيجية في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وهو ما نفاه المتحدث باسم القوات الأوكرانية في المنطقة، فيكتور تريغوبوف، معتبرًا التصريح “كذبًا محضًا”.
المحلل العسكري الأوكراني أولكسندر كوفالينكو أوضح أن المدينة لا تزال في أيدي القوات الأوكرانية، معتبرًا صمودها لأكثر من عامين “إنجازًا عسكريًا”.
البرلمان الأوكراني يعزز جهود مكافحة الفساد
وسط هذه الأحداث، صوّت البرلمان الأوكراني لصالح مشروع قانون يُعيد الاستقلال إلى الهيئات المكافحة للفساد، بعد احتجاجات شعبية على قانون سابق أضعف من فعاليتها.
صوّت لصالح القانون 331 نائبًا، وتمت المصادقة عليه على الفور من قبل الرئيس زيلينسكي.
رحّبت المفوضية الأوروبية بالقانون الجديد، معتبرة أنه “يُعيد الضمانات الأساسية” لاستقلالية مؤسسات مكافحة الفساد.