الصحة

سابقة طبية في المغرب: حمل ناجح من جنين مُجمّد منذ 2009

اختراق علمي يعزز آمال الأزواج في مواجهة العقم

شهد المغرب إنجازًا طبيًا غير مسبوق تمثل في نجاح حمل بعد نقل جنين تم تجميده قبل أكثر من ستة عشر عامًا. الجنين جُمّد بتقنية التزجيج سنة 2009 في اليوم الثالث من تطوره (J3)، ثم أعيدت زراعته في غشت 2025 بعد إذابته وتطويره إلى المرحلة الخامسة (J5) أو مرحلة الكيسة الأريمية، التي تُعد الأكثر ملاءمة للزرع بسبب ارتفاع نسبة نجاح الانغراس. النتيجة كانت واضحة: حمل ناجح يعكس تقدمًا ملحوظًا في مجال الطب التناسلي ويعيد الأمل لعدد كبير من الأزواج الذين يواجهون صعوبات في الإنجاب.

هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل يندرج في إطار تطور طويل بدأ منذ سنة 2006 حين اعتمد المغرب أولى برامجه في مجال التلقيح الاصطناعي، قبل أن يتوسع تدريجيًا باستخدام تقنيات متقدمة مثل التزجيج. وبحسب البروفيسور عمر الصفروي، رئيس الجمعية المغربية لطب الإنجاب وطب الجنين: «هذه سابقة تاريخية في المغرب، وهي دليل على أن تقنية التزجيج آمنة وفعالة حتى بعد مرور أكثر من 16 سنة. إنها رسالة أمل لكل الأزواج الذين يواجهون مشاكل في الخصوبة».

قصة زوجين وتجربة تقنية دقيقة

تعود بداية القصة إلى عام 2009 حين خضع زوجان يعانيان من عقم ذكوري لعملية تلقيح اصطناعي، نتج عنها ولادة طفلهم الأول، فيما جُمّدت عدة أجنة إضافية. بعد محاولة ثانية غير ناجحة سنة 2013 بسبب حمل خارج الرحم، لم تعد الزوجة إلى المغرب إلا في 2025، حيث جرى استخدام الأجنة المجمدة وفق ما ينص عليه القانون المغربي الذي يُلزم باستعمال الأجنة الموجودة قبل البدء في دورة جديدة من العلاج.

ورغم أن طول فترة التجميد غالبًا ما يُضعف فرص النجاح، إلا أن هذه العملية أكدت أن الجودة التقنية والصرامة في الحفظ قد تتغلب على عامل الزمن. وأوضح البروفيسور الصفروي أن «مدة التجميد الطويلة تقلل عادةً من نسب النجاح، لكن بعد 16 سنة، هذا الحمل دليل قاطع على أننا حافظنا على أعلى مستويات الجودة». كما شدد على أن المخاطر الصحية لا تختلف باختلاف فترة التجميد، إذ إن فرص المضاعفات تظل مماثلة للحالات العادية.

هذا النجاح يسلط الضوء على التحديات التي ما زالت قائمة في المغرب، خاصة وأن حوالي 2.2 مليون مغربي يعانون من العقم، في ظل ضعف التغطية الصحية وغياب الدعم الفعلي من الدولة أو شركات التأمين. ويؤكد الصفروي أن هذا الإنجاز العلمي يلهم الأمل لكنه سيبقى محدود الأثر إن لم ترافقه سياسات جادة لدعم الأزواج الذين يواجهون صعوبات في الإنجاب.

أبرز الدروس المستخلصة من هذه السابقة:

  • إثبات علمي على فعالية التزجيج حتى بعد فترات تجميد طويلة جدًا.
  • تعزيز ثقة المرضى المغاربة في قدرات المراكز المحلية لطب الإنجاب.
  • تسليط الضوء على ضرورة دعم الدولة والتأمين الصحي لعلاجات العقم.
  • تثبيت مكانة المغرب كفاعل إقليمي في مجال التلقيح الاصطناعي.

Karim Boukhris

بوقريس كريم صحفي متخصص في كرة القدم، ويملك خبرة تمتد لسبع سنوات في مجال الصحافة الرياضية المغربية. تعاون مع وسائل إعلام مثل "لو ماتان سبور"، "أطلس فوت" و"راديو ماروك سبور"، وينشر تحليلات تكتيكية وتقارير معمقة حول كرة القدم المغربية، مع تركيز خاص على المنتخبات الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى