صناعة الطيران في المغرب.. قصة نجاح بفضل الرؤية الملكية
تُعد صناعة الطيران في المغرب اليوم نموذجًا عالميًا للابتكار والكفاءة، بفضل القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، التي جعلت من هذا القطاع ركيزة أساسية في السياسة الصناعية للمملكة، تجمع بين التميز التكنولوجي، والتكوين، والابتكار، والاستدامة.
من الحلم إلى الريادة العالمية
منذ إطلاق أولى المبادرات في خمسينيات القرن الماضي مع إنشاء ورشات الخطوط الملكية المغربية سنة 1958، شهد القطاع تطورًا مذهلًا. فبفضل الشراكات الاستراتيجية مع شركات عالمية مثل سافران وبوينغ وإيرباص، أصبح المغرب مركزًا صناعيًا متكاملًا للطيران.
ويُعتبر إطلاق جلالة الملك لأشغال بناء المركب الصناعي لمحركات الطائرات التابع لمجموعة سافران بالنواصر خطوة جديدة تُرسّخ مكانة المملكة كفاعل محوري في سلاسل الإنتاج العالمية.
كما مكنت سياسات التصنيع المتواصلة — بدءًا من مخطط الإقلاع الصناعي (2004) إلى الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي (2009) ومخطط تسريع الصناعة (2014) — من هيكلة منظومة متكاملة تضم أكثر من 150 شركة وتشغل أكثر من 24 ألف مهندس وتقني، مع نسبة إدماج محلي تتجاوز 40%.
تكامل تكنولوجي واستدامة
تتماشى صناعة الطيران المغربية مع التحول نحو الصناعة 4.0 من خلال رقمنة سلاسل الإنتاج وتقليل البصمة الكربونية. وتعمل المنصات الصناعية مثل ميدبارك الدار البيضاء وسافران إلكتريك وإيرباص أتلانتيك على تعزيز القدرات الوطنية في التصميم والهندسة والتجميع.
كما يمثل معهد مهن الطيران بالدار البيضاء (IMA) والمعهد المتخصص في مهن الطيران واللوجستيك (ISMALA) نموذجًا متقدمًا لتأهيل الكفاءات الوطنية وفق أعلى المعايير الدولية.
أرقام تؤكد النجاح
بحلول عام 2024، تجاوز رقم معاملات صادرات قطاع الطيران 26,4 مليار درهم، فيما تتواصل الاستثمارات الجديدة لتوسيع المنظومة الصناعية، خاصة بعد توقيع اتفاق شراكة استراتيجي بين المغرب وسافران، برئاسة جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإنشاء موقع لصيانة وإصلاح محركات الطائرات.
بهذه الدينامية المستمرة، يؤكد المغرب مكانته ضمن الدائرة المغلقة للدول الرائدة في صناعة الطيران، ويواصل كتابة قصة نجاح مغربية بامتياز، عنوانها الرؤية الملكية والاستثمار في الإنسان والتكنولوجيا.
