طموحات المغرب في السكك فائقة السرعة تبرز في بكين

أصبح مشروع القطار فائق السرعة المغربي “البُراق” محط أنظار العالم، خلال فعاليات المؤتمر العالمي الثاني عشر للسكك فائقة السرعة، الذي احتضنته العاصمة الصينية بكين يوم الثلاثاء، حيث عرض المغرب رؤيته الطموحة لتوسيع شبكته الحديدية، مسلطًا الضوء على شراكته المتنامية مع الصين.
من طنجة إلى مراكش.. التوسع الكبير في الطريق
بعد خمس سنوات على إطلاق أول خط فائق السرعة في إفريقيا، يستعد المغرب للانتقال إلى مرحلة أكبر من خلال مشروع توسعة خط القطار ليصل إلى مدينة مراكش، في إطار استثمار ضخم تُقدّر قيمته بنحو 10 مليارات يورو.
وتعتمد المرحلة المقبلة من المشروع بشكل كبير على تعميق التعاون مع الشركات والمؤسسات المالية الصينية، حيث تم الاتفاق على تقسيم الأشغال الهندسية بين شركات مغربية وصينية، بينما أُسندت الدراسات التقنية للخط الممتد من مراكش إلى أكادير (230 كلم) إلى شركة China Railway Design Corporation، التابعة لمجموعة السكك الحديدية الصينية الحكومية.
دعوة للاستثمار في أكبر مشاريع القارة
خلال جلسات النقاش بالمؤتمر، دعا مسؤولون مغاربة المستثمرين الصينيين إلى الانخراط في هذا المشروع، الذي يُعد من أكثر مشاريع البنية التحتية طموحًا على مستوى القارة الإفريقية.
وبحلول نهاية عام 2029، يهدف المغرب إلى تشغيل 630 كيلومتراً من السكك فائقة السرعة، تشمل خط الدار البيضاء – مراكش بسرعة تصل إلى 320 كلم/س، مع ربط خمس جهات تمثل 65٪ من الناتج الداخلي الخام و60٪ من سكان البلاد.
وسيربط الخط الجديد مجموعة من المدن الاستراتيجية والبنية التحتية الرئيسية، بما في ذلك الملاعب التي ستحتضن مباريات كأس العالم 2030، ومطاريْن دولييْن.
شبكة نقل إقليمية متكاملة
ضمن رؤيته الشاملة، يخطط المغرب أيضًا لإطلاق شبكة قطارات إقليمية سريعة لربط الرباط، الدار البيضاء، ومراكش، عبر ممر يمتد 250 كلم، حيث يُرتقب تشغيل قطار كل 7.5 دقائق، بدعم من اقتناء 168 قطارًا جديدًا، وبناء أو تأهيل 40 محطة.
الاستدامة في قلب “البُراق”
يؤكد المغرب من خلال هذا المشروع التزامه القوي بمبادئ الاستدامة، حيث يعمل 90٪ من قطارات البُراق على الطاقة المتجددة، مما يعزز ريادة المملكة في مجال النقل الأخضر، ويقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية.
المغرب شريك استراتيجي للصين في البنية التحتية الإفريقية
من خلال هذه الرؤية الطموحة، يسعى المغرب إلى تعزيز موقعه كشريك استراتيجي طويل الأمد للصين في تطوير البنية التحتية على مستوى القارة الإفريقية. وقد أشاد المشاركون في منتدى بكين بالمبادرة المغربية، واعتبروها نموذجًا يُحتذى به في مجال الاندماج الإقليمي والنقل المستدام، مؤكدين أنها قد تلهم مشاريع مماثلة في إفريقيا مستقبلاً.