عبد الله بوصوف: الخطاب الملكي يرسّخ الثقة ويؤسس لمغرب مندمج لا يقصي أحدًا

اعتبر عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج والخبير في العلوم الإنسانية، أن خطاب العرش لسنة 2025 يمثل محطة مفصلية في مسار تجديد الثقة في النموذج التنموي المغربي، من خلال دعوته الصريحة لمواجهة التحديات بمسؤولية، ومواصلة البناء انطلاقاً من المكاسب التي تم تحقيقها.
رؤية بانورامية وتوجيه وطني
في مقال تحليلي تحت عنوان: “من خطاب العرش إلى ضمير الأمة.. مغرب لا يُقصي أحدًا”، أوضح بوصوف أن الخطاب الملكي جسّد “عملية استفزاز إيجابي” عبر طرحه لأسئلة جوهرية من قبيل: ماذا حققنا؟ وما الذي ينتظرنا؟ وهي تساؤلات اعتبرها ضرورية لقراءة المرحلة القادمة بوعي جماعي ومسؤولية تاريخية.
وأضاف أن الملك محمد السادس حرص، كما جرت العادة، على مخاطبة الشعب المغربي بصيغة القرب والصدق، مُستخدِمًا ضمير “أنت” لتقوية شعور الانتماء، وتحفيز العمل الجماعي في إطار رؤية شمولية، هدفها مغرب واحد يسير على نفس السرعة، بدون تفاوتات مجالية أو تهميش اجتماعي.
إنجازات ملموسة وأرقام دالة
وأشار بوصوف إلى أن الخطاب الملكي احتفى بمنجزات كبيرة حققها المغرب، مبرزًا أن مؤشر الفقر انخفض من 11.9% سنة 2014 إلى 6.8% في 2024، وأن صادرات المملكة الصناعية تضاعفت، بفضل البنية التحتية المتطورة والشراكات الدولية الواسعة، ليُصبح المغرب فاعلاً اقتصادياً إقليمياً له حضور قوي في سلاسل القيمة العالمية.
كما شدد على أن هذه المنجزات لم تأتِ من فراغ، بل كانت ثمرة لرؤية استراتيجية دقيقة، واستقرار سياسي وأمني، وقرارات حاسمة في مجالات الطاقة والغذاء والصحة.
دعوة للوحدة وتجاوز الخلافات
في جانب العلاقات الخارجية، توقف بوصوف عند البعد الإنساني والسياسي العميق للرسالة الملكية الموجهة إلى الشعب الجزائري، والتي دعا فيها الملك إلى فتح صفحة جديدة قائمة على الحوار والأخوة، تحت شعار “لا غالب ولا مغلوب”.
واعتبر بوصوف هذه الدعوة نموذجًا للقيادة الأخلاقية الرشيدة، خاصة في ظل المكاسب المتزايدة التي تحققها المملكة في ملف الصحراء المغربية، سواء من خلال اعتراف دول وازنة مثل بريطانيا والبرتغال، أو عبر المشاريع الاستثمارية الكبرى في الأقاليم الجنوبية.
أخلاق الدولة ومفهوم المواطنة
واختتم عبد الله بوصوف مقاله بالتأكيد على أن الملك محمد السادس، بوصفه “كبير العائلة المغربية”، قدّم في خطاب العرش درسًا بليغًا في الأخلاق السياسية، حيث دمج بين لغة الإنجاز الواقعي والخطاب القيمي، مؤسسًا لمفهوم جديد للمواطنة القائمة على الكرامة، والعدالة المجالية، والعمل المشترك.