عملية إنقاذ دقيقة: نقل رضيع خديج من الرشيدية إلى الرباط عبر الإسعاف الجوي

شهدت مدينة الرشيدية عملية طبية استثنائية، حيث تم نقل رضيع خديج وُلد في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل إلى الرباط عبر الإسعاف الجوي الطبي، في خطوة عاجلة تهدف إلى إنقاذ حياته وإدخاله إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في أحد المستشفيات المتخصصة بالعاصمة.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فقد جاء هذا التدخل بعد أن تم تشخيص حالة الأم بأنها عالية الخطورة أثناء عملية الولادة، مما استدعى تعبئة فورية لجميع الموارد الطبية واللوجستية لضمان نقل الرضيع في ظروف آمنة ومستقرة.
تنسيق طبي دقيق بين المستشفيات
أشارت الوزارة إلى أن عملية النقل الجوي تمت بنجاح تام بفضل التنسيق الدقيق بين الفريق الطبي بمستشفى الرشيدية والفريق المتخصص في مستشفى الولادة بالرباط، إضافة إلى إشراف فريق إخلاء طبي متمرّس رافق الرضيع خلال الرحلة.
وقد تم تجهيز الطائرة الطبية بمعدات خاصة للعناية بحالات الخدج، تشمل أجهزة لمراقبة التنفس وضبط الحرارة، إلى جانب حضّانة متنقلة لضمان استقرار المؤشرات الحيوية للرضيع طوال مدة الرحلة.
وأكدت الوزارة أن نجاح هذه العملية يعكس فعالية نظام الإخلاء الطبي الجوي في المغرب، الذي أصبح أحد الركائز الأساسية لضمان استجابة سريعة للحالات الحرجة في المناطق النائية، مثل جهة درعة-تافيلالت.
مثال على جاهزية الطواقم الطبية المغربية
أشاد عدد من الأطباء والمسؤولين بهذا التدخل الذي يبرز مستوى الاحترافية العالية لدى الطواقم الطبية المغربية، سواء في تدبير الحالات الحرجة أو في التنسيق بين مختلف المراكز الاستشفائية.
وأكدت المصادر ذاتها أن نقل المواليد الخدج عبر الإسعاف الجوي يمثل أحد أكبر التحديات الطبية، نظرًا لحساسية هذه الفئة من المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية متواصلة وأجهزة دقيقة لمراقبة وظائفهم الحيوية.
وتعد هذه العملية نموذجًا للتطور الذي شهده قطاع الصحة بالمغرب، خاصة في ما يتعلق بتعزيز العدالة المجالية في الخدمات الصحية، وضمان حصول المرضى على الرعاية اللازمة بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.



