أوكرانيا: ضربات جوية روسية عنيفة على كييف تسفر عن مقتل 14 شخصاً بينهم أمريكي

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، ليلة الاثنين 16 يونيو 2025، واحدة من أعنف الهجمات الجوية منذ بدء الحرب، حيث أسفرت الضربات الروسية المكثفة عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً، بينهم مواطن أمريكي، وإصابة أكثر من 60 آخرين، بحسب ما أعلنته السلطات الأوكرانية.
أهداف مدنية في مرمى القصف الروسي
أكد وزير الداخلية الأوكراني، إيغور كليمنكو، في بيان عبر "تليغرام"، أن الهجوم استهدف 27 موقعاً في مختلف أحياء العاصمة، من بينها مبانٍ سكنية، ومؤسسات تعليمية، وبُنى تحتية حيوية.
وأضاف الوزير في وقت لاحق أن الهجمات أسفرت أيضاً عن مقتل شخص آخر في مدينة أوديسا الساحلية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للضحايا إلى 15 قتيلاً في مختلف المناطق، بينهم أمريكي يبلغ من العمر 62 عاماً.
دمار واسع وأعمال إنقاذ متواصلة
قال رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشينكو، إن العاصمة تعرضت لهجوم "منسق" عبر مزيج من الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة في عدة مواقع، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ ما تزال تبحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وكشف تكاتشينكو عن أن روسيا استخدمت في هذا الهجوم 175 طائرة مسيّرة، وأكثر من 14 صاروخ كروز، بالإضافة إلى صواريخ باليستية.
وشوهدت في الصور التي التقطتها وكالات الأنباء مشاهد مروعة لمبانٍ مدمرة، وعناصر من فرق الطوارئ يواصلون البحث بين الأنقاض، في حين يكافح رجال الإطفاء للسيطرة على الحرائق.
أوديسا تحت النيران أيضاً
وفي مدينة أوديسا، أكد حاكم المنطقة، أوليغ كيبر، أن سيدة تبلغ من العمر 60 عاماً لقيت حتفها تحت أنقاض منزلها جراء الهجوم، في حين أُصيب 17 شخصاً آخرين.
إدانة دولية وصمت مقلق
ندد أندري يرماك، رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، بالهجمات الروسية المتكررة على المدنيين، معتبراً أن "غياب رد فعل مناسب من المجتمع الدولي" يشجع موسكو على مواصلة التصعيد. وقال:
"دولة نووية تقتل مدنيين في منازلهم، وترفض وقف إطلاق النار، ولا تتلقى أي رد فعل ملائم… لماذا؟ وكم من الأبرياء يجب أن يموتوا بعد؟"
تباعد دبلوماسي وغياب لقاء مع ترامب
في سياق متصل، أُلغيت محادثة كانت مرتقبة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، بعد أن غادر ترامب القمة بشكل مفاجئ، مبرراً ذلك بانشغاله بتطورات النزاع بين إسرائيل وإيران، وفق ما أعلنته البيت الأبيض.
تصعيد متواصل ومواقف متباعدة
مع تعثر مساعي الوساطة، تتباعد المواقف بين كييف وموسكو بشكل متزايد. فقد رفضت روسيا الدعوات الأوروبية والأوكرانية لوقف إطلاق النار "غير المشروط"، ووصفت أوكرانيا المقترحات الروسية بأنها "إنذارات لا تُقبل".
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 198 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الفترة ما بين مساء الاثنين وصباح الثلاثاء، وفرضت قيوداً مؤقتة على الرحلات في أربعة مطارات بموسكو.