أخبار العالم

كارول ناوروكي يفوز برئاسة بولندا بدعم من اليمين المتطرف والإدارة الأمريكية

انتُخب المؤرخ البولندي كارول ناوروكي رئيسًا جديدًا لبولندا عقب فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أُجريت يوم الأحد 1 يونيو 2025، وذلك بدعم قوي من حزب "القانون والعدالة" اليميني المتطرف، بالإضافة إلى دعم علني من شخصيات داخل الإدارة الأمريكية.

فوز بفارق ضئيل وخطاب قومي مثير للجدل

حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن اللجنة الانتخابية الوطنية البولندية، حصل ناوروكي على نسبة 50.89% من الأصوات، متفوقًا بفارق ضئيل على منافسه رافاو ترزاسكوفسكي، رئيس بلدية وارسو المدعوم من القوى الليبرالية المؤيدة للاتحاد الأوروبي.

خلال حملته، تبنى ناوروكي خطابًا قوميًا تحت شعار "بولندا أولاً، والبولنديون أولاً"، حيث ركّز على رفض الامتيازات الاجتماعية للاجئين، خصوصًا نحو مليون لاجئ أوكراني يعيشون في بولندا، مطالبًا بإعطاء الأولوية للمواطنين البولنديين في الخدمات الصحية والاجتماعية.

ورغم تأكيده على استمرار دعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا، عبّر ناوروكي عن رفضه لانضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، منتقدًا ما اعتبره "عدم امتنان" من الجانب الأوكراني، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"المتغطرس".

دعم مباشر من ترامب ووزيرة أمريكية

التقى ناوروكي بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل الجولة الأولى من الانتخابات، وأكد لاحقًا أن ترامب قال له: "أنت ستفوز". كما دعمت كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، حملته خلال مؤتمر عقد في بولندا أواخر مايو، وهو ما أثار انتقادات تتعلق بـ"تدخل أمريكي" في الشأن الانتخابي الداخلي البولندي.

مواقف متشددة ضد الهجرة ومطالب بالتعويضات من ألمانيا

خلال حملته، طالب ناوروكي بتشديد الرقابة على الحدود مع ألمانيا لمنع دخول المهاجرين، واتهم برلين بإعادة المهاجرين قسرًا إلى بولندا. كما أعاد إلى الواجهة مطلبًا قديمًا يتعلق بتعويضات عن جرائم الحرب العالمية الثانية.

فضائح وعلاقات مشبوهة تلاحقه

ورغم فوزه، فقد شابت حملته عدد من الفضائح، أبرزها ما كشفته الصحافة البولندية حول شرائه لشقة من رجل مسنّ في صفقة مشبوهة، إلى جانب تقرير استقصائي اتهمه بالتورط سابقًا في استقدام عاملات جنس إلى فندق كان يعمل فيه كحارس أمن بمدينة سوبوت قبل عشرين عامًا، وهي اتهامات نفاها ووصفها بـ"الأكاذيب".

كما كشفت منصة Onet.pl أن ناوروكي استخدم اسمًا مستعارًا "تاديوش باتير" لنشر كتاب عن مجرم من الحقبة الشيوعية، وظهر بشخصية هذا الكاتب على التلفزيون بهوية مخفية، قبل أن يتبين لاحقًا أن باتير وناوروكي هما نفس الشخص.

خلفية أكاديمية وأجندة وطنية متشددة

ولد كارول ناوروكي في مدينة غدانسك الساحلية، وبرز شبابه كلاعب كرة قدم وملاكم هاوٍ، قبل أن يتخصص في التاريخ ويحصل على شهادة الدكتوراه، ثم تولى إدارة متحف الحرب العالمية الثانية بين 2017 و2021. ومنذ 2021، يدير معهد الذاكرة الوطنية المكلّف بالتحقيق في جرائم النازية والشيوعية.

وأدرجته روسيا على لائحة المطلوبين العام الماضي بسبب دعوته لإزالة رموز الحقبة السوفييتية من بولندا.

علاقات مثيرة للريبة مع مجموعات متطرفة

اتهم ناوروكي كذلك بوجود صلات سابقة مع شخصيات من عالم الإجرام ومن تيارات نازية جديدة، وهي اتهامات وصفها بـ"المغرضة"، مشددًا على أنه لم يُصدر يومًا أي تصريح إيجابي عن النازية.

يعرف ناوروكي بإجادته للغة الإنجليزية، ويقضي وقت فراغه في ممارسة الملاكمة، وهو متزوج وأب لطفلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى