كمال بلمراح يحقق إنجازًا تاريخيًا للمغرب في بطولة العالم للتزلج المائي

حقق البطل المغربي الشاب كمال بلمراح، البالغ من العمر 20 سنة فقط، إنجازًا غير مسبوق في تاريخ التزلج المائي بالمغرب والعالم العربي، بعد أن احتل المركز الرابع في نهائيات بطولة العالم لأقل من 21 سنة، التي أقيمت في “بريداتور باي” بمدينة كالغاري بكندا، ما بين 31 يوليوز و3 غشت 2025.
إنجاز قاري غير مسبوق
كمال لم يكن فقط الأفضل على مستوى المغرب، بل جاء كذلك كأفضل متزلج على مستوى القارة الإفريقية، حيث كان ممثل القارة الوحيد إلى جانب مشارك من جنوب إفريقيا. إنجازه هذا يعتبر قفزة نوعية لرياضة لا تزال في بداياتها داخل المغرب، لكنه استطاع من خلالها فرض اسمه ضمن نخبة أبطال العالم، متفوقًا على مشاركين من دول رائدة في هذا التخصص مثل فرنسا، أستراليا والولايات المتحدة.
مسيرة مليئة بالتميز
بالنسبة لمتابعي مسيرة كمال، فإن هذا التتويج لم يكن مفاجئًا. فقد لمع اسمه مبكرًا في عالم التزلج المائي:
سنة 2021: توج بطلاً لأوروبا وإفريقيا في صنف “السلالوم” لفئة U17 في مدريد.
سنة 2022: فاز بالميدالية الفضية في “الماسترز” العالمية بـ”كالاوي غاردنز” في الولايات المتحدة.
سنة 2023: حطم الرقم القياسي الإفريقي خلال التصفيات المؤهلة إلى بطولة العالم في “بوكا لاغونا” بالمكسيك، ما منح المغرب تأشيرة المشاركة.
الريادة في التنظيم أيضًا
في يونيو الماضي، دخل بلمراح التاريخ مرة أخرى، ولكن هذه المرة من بوابة التنظيم، حين أطلق أول وأكبر بطولة احترافية في التزلج المائي تُنظم على الإطلاق في إفريقيا، واستضافها بنجاح في العاصمة الرباط، ما يعكس طموحه الكبير في تطوير هذه الرياضة قارياً.
لحظة رمزية تحمل أكثر من دلالة
الصور القادمة من كندا، التي أظهرت كمال وهو يشق المياه بثقة، حاملاً العلم المغربي، ستبقى راسخة في الذاكرة. فالمسألة لم تكن مجرد سباق، بل تمثيل حقيقي للحلم المغربي في أحد أكثر الرياضات التقنية صعوبة.
كمال تحدى الإمكانات المحدودة والبنية التحتية غير المتكاملة، ليثبت أن العزيمة والعمل قادران على تحقيق المستحيل. هو اليوم وجه مشرف للرياضة المغربية، وسفير شاب للقارة الإفريقية على الساحة العالمية.
تصريحات من قلب الحدث
عقب نهاية المنافسة، صرح بلمراح قائلاً:
“أنا فخور للغاية بحمل العلم المغربي والوصول إلى هذا المستوى. ما تحقق اليوم هو ثمرة سنوات طويلة من العمل الجاد والدعم الكبير من عائلتي والجهات الراعية”.
كلماته الصادقة وعفويته، عكست نضجه الرياضي رغم صغر سنه، وأثبتت أنه لا يمثل فقط مستقبل اللعبة، بل حاضرها أيضًا.
إشادة من الجامعة الملكية
بدورها، لم تتأخر الجامعة الملكية المغربية للرياضات المائية في الإشادة بهذا الإنجاز، مؤكدة أن كمال بلمراح يمثل أكثر من مجرد رياضي، بل هو “رمز جديد للطموح المغربي والإرادة الشبابية في اقتحام عوالم رياضية غير تقليدية”.