أخبار العالم

مأساة تحطم طائرة عسكرية في مدرسة بدكا: 27 قتيلاً ومئات الجرحى

في حادث مروع هز العاصمة البنغلاديشية دكا يوم الإثنين 21 يوليو 2025، تحطمت طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو البنغلاديشي على مدرسة ميلستون في شمال غرب المدينة، مما أسفر عن مقتل 27 شخصًا، معظمهم من التلاميذ، وإصابة أكثر من 170 آخرين.

تفاصيل الحادث

«حتى الآن، لقي 27 شخصًا حتفهم، منهم 25 طفلًا وطيار الطائرة»، صرح سيد الرحمن، مسؤول بارز في وزارة الصحة والرعاية الأسرية، أمام وسائل الإعلام. وأضاف: «من بين حوالي 170 مصابًا تم تسجيلهم بعد الحادث مباشرة، لا يزال 78 شخصًا يتلقون العلاج في مستشفيات مختلفة بالعاصمة».

وفقًا للجيش البنغلاديشي، تعرضت الطائرة من طراز F-7 BGI، وهي طائرة تدريب صينية الصنع، لعطل فني بعد إقلاعها بفترة قصيرة من قاعدة جوية في ضواحي دكا. اصطدمت الطائرة بمبنى مكون من طابقين كان يستضيف دروسًا دراسية، مما تسبب في اندلاع حريق هائل.

«يبدو أن الطائرة عانت من مشكلة ميكانيكية، والسبب الدقيق قيد التحقيق»، أكدت القوات المسلحة يوم الإثنين.

حجم الخسائر

تُعد هذه الكارثة الجوية الأكثر فتكًا في بنغلاديش منذ عقود. استقبلت مدرسة ميلستون، التي تستوعب عادةً حوالي 7000 تلميذ، الصدمة الكبرى حيث تحولت إلى مكان خالٍ يوم الثلاثاء بعد الحادث.

«لقد خسرت المدرسة حياتها، مثلما خسرت أطفالها»، قال شهادات حسين، معلم يبلغ من العمر 45 عامًا، وهو يقف بالقرب من ساحة ألعاب خالية.

وقف طفل يبلغ من العمر 11 عامًا صامتًا أمام المبنى المدمر. «خرج من الفصل قبل دقائق قليلة من الكارثة، لكنه فقد أعز أصدقائه»، روى والده أبو البشير، أحد حراس المدرسة، لـوكالة فرانس برس. وأضاف: «لم ينم طوال الليل وطلب مني صباحًا أن أصطحبه إلى المدرسة. لا أعرف كم من الوقت سيستغرق لتجاوز هذا الصدمة من أذهان التلاميذ».

جهود الإنقاذ والتحقيقات

ما زالت فرق الإنقاذ والعسكريين يواصلون البحث في موقع الحادث، الذي تم تأمينه بشريط أصفر بعد إزالة معظم حطام الطائرة خلال الليل.

«يواصلون جمع الأدلة، بما في ذلك بقايا الجثث وأغراض التلاميذ»، أوضح ضابط الشرطة بوهون تشاكما لوكالة فرانس برس.

توفي الطيار، الملازم توكير إسلام، البالغ من العمر 27 عامًا، متأثرًا بجروحه. ووفقًا لعمه، كان هذا أول تحليق له بدون مدرب على هذا النوع من الطائرات. أشارت القوات المسلحة إلى أنه حاول جاهدًا توجيه الطائرة بعيدًا عن المناطق المأهولة.

تم فتح تحقيق رسمي لتحديد أسباب الحادث، مع التركيز على العطل الفني الذي أصاب الطائرة.

ردود الفعل الرسمية والمجتمعية

أعلن رئيس الحكومة المؤقتة، الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس، يوم الثلاثاء يوم حداد وطني. وأعرب عن «حزنه العميق وألمه» عبر منصة X، مضيفًا: «إنه لحظة ألم عميق للأمة بأكملها. الحكومة ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للتحقيق في أسباب الحادث وتقديم الدعم للمتضررين».

تجمع المعلمون حول ساحة ألعاب بالمدرسة، يبكون في صمت، وتساءلوا همسًا عن كيفية السماح لطائرة عسكرية بالتحليق فوق المدينة. كما تدفق أولياء الأمور إلى المعهد الوطني للحروق والجراحة التجميلية في دكا لمحاولة التعرف على أبنائهم بين المصابين، الذين عانى معظمهم من حروق خطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى