شهدت عدة مدن مغربية، يوم أمس، احتجاجات واسعة النطاق استجابةً لدعوات أطلقتها منظمات من المجتمع المدني، من بينها "المبادرة المغربية للدعم والمناصرة"، للتنديد بما وصفوه بـ"الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل"، واعتباره "شراكة مباشرة في الجرائم التي تُرتكب في غزة والضفة الغربية".
في مدينة سلا، تجمع المحتجون في ساحة باب مريسة، رافعين الأعلام الفلسطينية والمغربية، ومرددين شعارات تندد بـ"صمت المجتمع الدولي"، مؤكدين على وحدة المصير بين الشعبين المغربي والفلسطيني. وأفاد مراسل وكالة الأناضول أن من بين العبارات المرفوعة خلال المظاهرة، "المغرب وفلسطين شعب واحد".
وفي كلمة ألقاها خلال التجمّع، هاجم عبد الحفيظ سريتي، منسق "مجموعة العمل من أجل فلسطين"، الحكومة الإسرائيلية بشدة، متهمًا إياها بارتكاب جرائم وفساد وتدمير ممنهج في قطاع غزة، مضيفًا أن هذه الانتهاكات تحظى بدعم مباشر من واشنطن وعدد من العواصم الغربية، وفق ما نقلته وكالة الصحافة.
أما في مدينة طنجة، فقد نُظمت مظاهرة مماثلة تزامنًا مع احتجاج سلا، حيث أظهرت مقاطع فيديو نشرها حسن بناجح، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، حشودًا من المتظاهرين وهم يعبرون عن غضبهم من القصف الإسرائيلي على المدنيين، مجددين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم للتقاعس الدولي.
تأتي هذه التحركات الشعبية في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في تاريخه. ووفقًا لتقارير أممية نقلتها صحيفة "لوموند"، فقد تجاوز عدد القتلى نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 أكثر من 55 ألف قتيل، بحسب وزارة الصحة في غزة ووكالة الأونروا، وهو رقم تؤكده الأمم المتحدة.
ويواجه سكان شمال قطاع غزة وضعًا كارثيًا، حيث يعاني نحو 2700 طفل من سوء تغذية حاد، في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية، ما يزيد من حدة الكارثة المستمرة.
