ماراثون الإيسيسكو بالرباط يستقطب أكثر من 800 مشارك ومشاركة

شهدت شوارع الرباط، يوم الأحد، تنظيم الدورة الثالثة لماراثون منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، بمشاركة تجاوزت 800 عداء وعداءة من مختلف الفئات العمرية، في أجواء رياضية احتفالية تعكس تزايد الإقبال على الجري في الفضاءات الحضرية.

جرت هذه التظاهرة تحت شعار «الرياضة مسار للتنمية والتمكين»، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وعدد من الهيئات الوطنية والدولية المهتمة بالتنمية المجتمعية. وامتد مسار الماراثون لمسافة تقارب 9 كيلومترات، جاب خلالها المتسابقون محاور رئيسية بالعاصمة، في سباق جمع بين البعد التنافسي والرسالة التحسيسية.

نتائج السباق في مختلف الفئات

في فئة المحترفين، تمكن العداء عز الدين فرعون من حسم المركز الأول، فيما حل بوعنان محمد ثانيًا، واحتل صدوق هشام الرتبة الثالثة. وشهدت فئة المحترفات تفوق العداءة حنان الباجوري التي صعدت إلى منصة التتويج في المركز الأول، متقدمة على أمينة الشاحد في المركز الثاني، بينما جاءت فاطمة الزهراء ظفار ثالثة.

وعند فئة الرجال أكثر من 40 سنة، آلت الصدارة للعداء أحمد ماجي، متبوعًا بكمال الطريري في الرتبة الثانية، ثم جلاب عبد الرحيم في المركز الثالث. أما في فئة السيدات فوق 40 سنة، فحصلت خالي مريم على المركز الأول، وجاءت لطيفة العوشي ثانية، واحتلت بيا لاورا المركز الثالث.

وفي فئة أقل من 15 سنة ذكور، اعتلى محمد أمين منصة التتويج في المركز الأول، متقدمًا على آدم حسوني الذي حل ثانيًا، ثم عمران زهير الذي جاء ثالثًا. وفي الفئة نفسها عند الإناث، سيطرت فاطمة الزهراء ذهبي على المركز الأول، تلتها كوثر أفجيدع في المركز الثاني، فيما حلت شيماء علوش في المركز الثالث.

أما في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ذكور، فقد فاز حسن بنعدو بالمركز الأول، تلاه كاش يحيى في الرتبة الثانية، ثم هارون كاش في المركز الثالث، في حين تُوّجت العداءة إكرام رحيوي بلقب فئة الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن بين المشاركين البارزين في هذه الدورة، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، الذي خاض بدوره السباق إلى جانب العدائين والعداءات، في رسالة عملية تعكس انخراط المنظمة في ترسيخ ممارسة الرياضة كأسلوب حياة.

الرياضة مسار للتغيير المجتمعي

بهذه المناسبة، أوضح المدير العام لمنظمة الإيسيسكو أن هذه النسخة تندرج ضمن مبادرة المنظمة «الرياضة من أجل التغيير المجتمعي»، الهادفة إلى تحفيز مختلف الفئات، من شباب وكبار ونساء وفتيات وأشخاص في وضعية إعاقة، على تبني نمط عيش نشيط.

وقال سالم بن محمد المالك في تصريح صحفي إن الرياضة «ينبغي أن تكون أسلوب حياة»، مضيفًا أنه «في كل خطوة قد تتولد فكرة، وفي كل عمل رياضي قد يكون هناك عمل إنساني».

من جانبه، أكد الأمين العام بالنيابة للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، كريم حميدوش، أن هذه التظاهرة تسعى إلى إبراز الارتباط الوثيق بين الرياضة والتنمية والإدماج والتمكين، مشددًا على أن الهدف الأسمى هو ترسيخ صورة الرياضة باعتبارها فاعلًا حقيقيًا في التنمية والشمول الاجتماعي، وليس مجرد نشاط ترفيهي.

وأشار حميدوش إلى أن تنظيم دورة هذا العام يأتي في سياق وطني خاص، يرتبط بالاستعدادات الجارية لاحتضان كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم وكأس العالم 2030، وهو ما يعكس المكانة التي باتت تحتلها المملكة كقطب رياضي وتنموي وازن على الصعيدين القاري والدولي.

زخم رياضي يعزّز الصمود والتمكين

تجسد الدورة الثالثة من ماراثون الإيسيسكو جانبًا من الرؤية التي تعتمدها المنظمة في تعاملها مع الشباب والنساء والفئات الهشة، حيث تراهن على الرياضة كأداة لبناء القدرة على الصمود، وتعزيز الثقة بالنفس، وترسيخ قيم التضامن والمشاركة.

كما ينسجم تنظيم هذه التظاهرة مع الدينامية الرياضية الكبيرة التي تعيشها المملكة، في ظل التحضيرات لاحتضان مجموعة من المواعيد القارية والعالمية، ما يجعل من مثل هذه المبادرات فضاءً عمليًا لتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية، وربطها بقيم التنمية المستدامة والاندماج المجتمعي.