مهرجان مراكش الدولي للفيلم.. محطة عالمية لا غنى عنها لصناع السينما

يتأكد، دورة بعد أخرى، أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لم يعد مجرد تظاهرة سينمائية عابرة، بل فضاء فريد ومميز بات يستقطب كبار صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب المواهب الصاعدة التي تبحث عن منصة تعرّف بأعمالها وتفتح أمامها أبواب الصناعة العالمية.
نجوم ومخرجون عالميون أكدوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة 22 للمهرجان، أن مراكش أصبحت موعدًا ثابتًا في رزنامة الفن السابع، لما يتيحه هذا الحدث من لقاءات، ومشاهدات، وتجارب سينمائية لا تتكرر في أي مكان آخر.
منصة عالمية للتنوع السينمائي والحوار الثقافي
يرى عدد من الضيوف أن خصوصية مهرجان مراكش تكمن في قدرته على الجمع بين أسماء سينمائية لامعة ومخرجين شباب في بداية مسارهم، ضمن برمجة تحتفي بالسينما بمختلف لغاتها وأساليبها.
وفي هذا السياق، قال المخرج وكاتب السيناريو والفنان البرازيلي–الجزائري كريم عينوز، إن المشاركة في هذه التظاهرة، ذات التاريخ الراسخ، باتت حلما يراود كل صانع أفلام، معتبرا أن المهرجان يشكل منصة حقيقية للتبادل الثقافي بين الشعوب.
وأضاف عينوز أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يوفر فضاء فريدًا لاكتشاف عوالم جديدة وثقافات مختلفة، وأفلام وتجارب سينمائية «لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر»، وهو ما يعزز مكانته في خريطة المهرجانات الكبرى.
جودي فوستر: المغرب يسحر بتنوع مناظره وغنى ثقافته
من جانبها، عبرت الممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر عن سعادتها بالتواجد في مراكش والمشاركة في فعاليات هذه الدورة، مؤكدة ارتباطها الخاص بالمغرب، الذي قالت إنه بلد «يسحرها بتنوع وجمال مناظره ووفرة ثقافته».
بالنسبة لنجمة بحجم جودي فوستر، لا يمثل الحضور في مراكش مجرد زيارة لتقديم عمل أو تلقي تكريم، بل فرصة لمعاينة نبض سينما المنطقة، والتواصل مع مخرجين وممثلين من أجيال وخلفيات مختلفة، في أجواء إنسانية وودية تميز المهرجان عن غيره.
إشعاع دولي يواكب ازدهار السينما المغربية
المخرج وكاتب السيناريو الفرنسي–الإسباني أوليفر لاكس توقف بدوره عند البعد الدولي للمهرجان، مشيرا إلى أن إشعاع مهرجان مراكش على الساحة العالمية يعكس، في الوقت نفسه، غنى المشهد السينمائي المغربي وما يعرفه من دينامية وتطور ملحوظين خلال السنوات الأخيرة.
وأكد لاكس على الدور البارز الذي يضطلع به المهرجان في إعادة ربط الجمهور بقاعات السينما، من خلال برمجة غنية وأنشطة موازية تشجع اللقاء المباشر بين المشاهدين والفنانين، وتعيد الاعتبار لتجربة المشاهدة الجماعية في القاعات المظلمة.
فضاء يحتضن الإبداع واللمسات الشخصية للمخرجين
من جهته، أشاد المخرج وكاتب السيناريو الروماني كريستيان مونغيو بقدرة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على تشجيع إنتاج أعمال سينمائية «أصيلة ومبتكرة» تقوم على إبداع المخرج ولمسته الخاصة، بدل الاكتفاء بالخيارات التجارية السهلة.
وأشار إلى أن قيمة الفيلم لا تتحدد فقط بجماليات الصورة أو جودة اللقطات، بل كذلك بقدرته على التميز من خلال تقديم رؤى فنية فريدة «تحمل اللمسة الشخصية لمخرجيها وتطلق العنان لإبداعهم»، وهو ما يسعى المهرجان إلى دعمه عبر اختياراته البرمجية.
دورة تحت الرعاية الملكية وبحضور عالمي وازن
تتواصل فعاليات الدورة الـ22 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 6 دجنبر المقبل، بمشاركة ثلة من أبرز الأسماء في عالم السينما والفن والثقافة والإعلام، من المغرب والخارج.
وبفضل ما يوفره من فضاء للحوار بين الثقافات، واحتفاء بالسينما بمختلف تجلياتها، وتركيز على الأصوات الجديدة إلى جانب رواد الفن السابع، يرسخ مهرجان مراكش موقعه كواحد من أهم الملتقيات السينمائية على الصعيد الدولي، وكرمز لانفتاح المغرب وحضوره الثقافي المتزايد في العالم.



