هل تسهم شبكة 5G في إحداث نقلة نوعية في مجال الألعاب الإلكترونية بالمغرب؟

مع إعلان السلطات المغربية عزمها إطلاق شبكة الجيل الخامس (5G) في المستقبل القريب، تتزايد التساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على مختلف القطاعات الرقمية، وفي مقدمتها رياضة الألعاب الإلكترونية التي تعرف انتشاراً سريعاً وسط الشباب المغربي.

آمال كبيرة… وتحديات واقعية

يرى عدد من الخبراء أن 5G قادرة على تحقيق طفرة حقيقية في مجال الألعاب الإلكترونية، غير أن التفاوت الرقمي بين المدن والمناطق قد يشكل عائقاً كبيراً أمام استفادة الجميع من هذه التقنية.

وأكد الطيب الهزاز، الخبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الأنترنيت هو العمود الفقري لهذا القطاع، مضيفاً أن الألعاب الإلكترونية في المغرب تعاني من ضعف التغطية بالأنترنيت عالي السرعة، ومن غياب تنظيم واضح على المستوى المالي والتقني.

سرعة الاتصال تُحدد المسار

أشار الهزاز إلى أن الكثير من اللاعبين يعانون من تأثير سلبي مباشر لضعف سرعة الأنترنيت، ما يعيق تقدمهم في المنافسات ويقلل من فرصهم في الاحتراف، في وقت يمكن أن يشكل فيه هذا القطاع مصدر دخل واعد للاقتصاد المغربي، إذا ما تم استغلاله بالشكل الصحيح.

ولفت إلى أن صالات الألعاب الإلكترونية أصبحت تنتشر بكثرة في عدد من المدن المغربية، إلا أن بعضها يواجه شبح الإغلاق فقط بسبب رداءة الاتصال بالشبكة، وهو ما يُبرز الحاجة الملحة لتعميم 5G في أقرب وقت.

ضرورة مرافقة استثمارية

أوضح الهزاز أن إطلاق الجيل الخامس خطوة مهمة لكنها تتطلب مواكبة استثمارية جادة لتطوير البنية التحتية الرقمية وضمان الاستفادة الشاملة منها، محذراً من أن المغرب لن يتمكن من ولوج سلاسل تصنيع أجهزة الألعاب دون استقطاب فاعلين دوليين في المجال.

رأي اقتصادي وتقني

من جهته، يرى بدر بلاج، الخبير الرقمي والمحلل في أسواق العملات المشفرة، أن تقنية 5G ستجلب مستخدمين جدداً إلى مجال الألعاب الإلكترونية، خاصة من أولئك الذين كانوا يعتمدون على الألياف البصرية بسبب ضعف شبكات الجيل الرابع.

وأكد بلاج أن الجيل الخامس سيُحرر اللاعبين من القيود المكانية، مشجعاً على ممارسة الألعاب من أي موقع وليس فقط من المنزل، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى تحديات تتعلق بضرورة تحديث الأجهزة والهواتف لتتوافق مع متطلبات هذه الشبكة.

مخاوف من فجوة رقمية جديدة

وحذر بلاج من إمكانية ظهور فجوات رقمية بين المدن الكبرى والمناطق النائية في حال احتكار الخدمة من قبل جهات محددة أو التركيز على مناطق دون أخرى، وهو ما قد يعرقل انطلاقة شاملة للرياضات الإلكترونية في المغرب.