مُعلَّقة على ترامب، حلف الناتو يفرش له السجاد الأحمر

في قمة حلف الناتو التي تُعقد في لاهاي، هولندا، يتواجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المركز، حيث تُوجه الأنظار كافة نحو ردود أفعاله غير المتوقعة، مع تساؤل حول ما إذا كان سيلعب دورًا إيجابيًا أم سيزيد التوترات بين الحلفاء. قمة هذا العام تتسم بالكثير من التحديات، مع تصاعد النزاعات العالمية مثل الحرب في أوكرانيا والصراع في غزة، إضافة إلى هدنة هشة بين إيران وإسرائيل.
قمة في قلب الأزمات العالمية
وصل ترامب إلى لاهاي مساء الثلاثاء، مباشرة بعد ثلاث أيام من الضربات الجوية الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ليحضر عشاءً رسميًا بدعوة من ملك هولندا، ثم يشارك في اجتماع عمل صباح الأربعاء مع قادة الدول الأعضاء في الحلف. القمة، التي من المقرر أن تستمر لمدة ثلاث ساعات فقط، ستكون محورية في تحديد التوجهات العسكرية والمالية لحلف الناتو خلال السنوات المقبلة.
زيادة النفقات العسكرية: التزام تحت ضغط ترامب
أدت دعوات ترامب المستمرة لزيادة الإنفاق العسكري إلى إقرار الدول الأعضاء في حلف الناتو بزيادة ضخمة في نفقاتها الدفاعية. من المتوقع أن تبلغ هذه الزيادة نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة بحلول عام 2035، بما في ذلك 3.5% مخصصة للنفقات العسكرية بشكل مباشر و1.5% أخرى للأمن العام.
تهديدات روسيا واستجابة حلف الناتو
الأمين العام لحلف الناتو، مارك روت، حذر من التهديد المتزايد من روسيا، مؤكدًا أن الحلف يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة أي هجوم محتمل من موسكو في السنوات الخمس القادمة. بينما انتقد الكرملين “التسليح المتسارع” للحلف، مما يعكس التوتر المتزايد بين روسيا والدول الأعضاء في الناتو.
محاولة رضا ترامب: إشادة بالأعمال العسكرية
قبل القمة، سعى مارك روت لجذب ود ترامب من خلال إرسال رسالة إشادة حول الضربات الأمريكية في إيران، حيث وصفها بـ “القرار الحاسم” و”الاستثنائي” الذي لم يجرؤ أحد على اتخاذه. هذه الكلمات جعلت ترامب يشاركها عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس أهمية دعم الحلفاء له في مواقف حساسة.
أزمة العلاقات مع أوكرانيا: ترامب وزيلينسكي
من المتوقع أن تركز الأنظار على اللقاء المرتقب بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد أن شهدت العلاقة بينهما توترات في الماضي. ترامب، الذي يُنتقد لعلاقاته غير المستقرة مع زيلينسكي، يعتقد أن الرئيس الأوكراني “في وضع صعب”، مؤكدًا أنه “لم يكن ينبغي له أن يكون في هذا الوضع”.
التحديات المستقبلية وتوقعات القمة
في خضم هذه الأزمات، يأمل روت في أن لا تؤثر تطورات الشرق الأوسط بشكل كبير على سير القمة، والتي وصفها بـ “التاريخية” بفضل الالتزامات الدفاعية المتجددة. رغم الانتقادات التي وجهتها إسبانيا، التي اعتبرت زيادة النفقات العسكرية “غير معقولة”، يبقى الجميع في حالة ترقب لردود أفعال ترامب التي قد تشكل المسار المستقبلي للحلف.