الصحة

المناعة، اللمعان، والطاقة: لماذا تحظى حقن الفيتامينات بشعبية متزايدة؟

تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بحقن الفيتامينات أو الجلوتاثيون، التي تُعرض في بعض المراكز الطبية أو التجميلية. ومع وعودها بالحيوية، وإشراقة البشرة، وتعزيز المناعة، نجد أن هذه الممارسات تجذب الكثيرين. فهل هي مجرد موضة أم استجابة حقيقية لاحتياجات جسدية ناتجة عن الإجهاد والأنماط الحياتية المرهقة؟ تحليل دقيق لهذه الظاهرة.

الفيتامينات حقًا أو مجرد موضة؟

أصبحت حقن الفيتامينات والجلوتاثيون تحظى بشعبية كبيرة في المراكز الطبية والتجميلية في المغرب، حيث يُنظر إليها على أنها مساعدات صحية أو جمالية. تثير هذه الحقن فضول العديد من الأشخاص الذين يسعون لتعزيز مناعتهم، أو تحسين إشراقة بشرتهم، أو استعادة طاقاتهم. وتضيف الدكتورة لطيفة بنكران، المتخصصة في الطب التجديدي والتجميل في مركز “لوكسويل” في الدار البيضاء، “نلاحظ زيادة ملحوظة في الاهتمام، وغالبًا ما يكون ذلك بدوافع جمالية أو متعلقة بالرفاهية. ولكن هذا الاهتمام يعكس أيضًا انتظارًا حقيقيًا من المرضى الذين لا يجدون دائمًا ما يلبي احتياجاتهم باستخدام المكملات الغذائية التقليدية.”

الاحتياجات الفعلية لجسم الإنسان

من المؤكد أن أسلوب حياتنا العصري يرهق الجسم، بما في ذلك التوتر المزمن، النظام الغذائي غير المتوازن، النقص الصامت في العناصر الغذائية، وقلة النوم. في مواجهة هذه التحديات، يتوجه العديد من المرضى إلى بدائل أكثر تركيزًا، على أمل استعادة النشاط والحيوية والإشراقة. لكن ما الذي يمكن أن تقدمه حقنة من فيتامين C، B12، أو الجلوتاثيون؟

توضح الدكتورة بنكران: “على عكس العلاجات عن طريق الفم، تتيح الحقن الوريدية امتصاصًا فوريًا شبه كامل للمواد الفعالة. توفر هذه الطريقة توافرًا حيويًا أعلى بكثير.” وأضافت: “الفيتامينات تدخل الدم مباشرة دون أن تتعرض للتحلل في الجهاز الهضمي. النتيجة هي آثار أسرع وأكثر وضوحًا، وهو ما يستهوي العديد من الأشخاص.”

الجذور الجمالية والعلاجية للجلوتاثيون

يعتبر الجلوتاثيون من الجزيئات المميزة، فهو مضاد أكسدة طبيعي قوي يُنتجه الجسم ويُستخدم بكثرة من قبل المرضى. تقول الدكتورة بنكران: “يتم البحث عنه لتعزيز المناعة، وتنقية الجسم، ولكن أيضًا لأغراض جمالية. في مجال الأمراض الجلدية، يستخدم لتفتيح البشرة أو تقليل البقع الداكنة.”

وفي السابق، كانت هذه الحقن محجوزة للمرضى الذين يعانون من نقص حاد أو يحتاجون إلى دعم علاجي. لكن اليوم، أصبحت أكثر توافرًا. “نرى الآن أشخاصًا من جميع الأعمار يهتمون بها”، تقول الدكتورة بنكران. ومع ذلك، تؤكد أنه يجب دائمًا أن يتم هذا الإجراء تحت إشراف طبي، مع استشارة مسبقة. وتضيف: “الحقن مخصصة لأولئك الذين يعانون من نقص حقيقي أو الذين يرغبون في تعزيز مناعتهم، أو حتى للحصول على دفعة مؤقتة من الطاقة. لكن في كل حالة، الأمر يتطلب تخصيصًا دقيقًا. لا نستخدم نفس الجرعات للجميع.”

ضرورة الإشراف الطبي لتجنب المخاطر

في هذا السياق، يظل دور الطبيب أساسيًا. فهو يقوم بتقييم الاحتياجات، وتكييف البروتوكولات، وضمان المتابعة المستمرة. “هناك بالطبع موانع طبية، تذكر الدكتورة بنكران. بعض الأمراض المزمنة أو التفاعلات الدوائية قد تشكل مشكلة، لذلك من المهم عدم التقليل من شأن هذه الحقن.”

وبالنسبة للأماكن التي تقدم هذه العلاجات، من الضروري أن تكون هناك حذر. “يجب اختيار مراكز طبية معترف بها، مع محترفين مدربين. المتابعة قبل وبعد الحقن أمر أساسي. هذا ليس إجراءً يمكن التعامل معه باستخفاف.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى