الثقافة والمجتمع

ليلة عاشوراء تتحول إلى فوضى في الرباط وسلا: مواجهات وحرائق واعتقالات

رغم أن ليلة عاشوراء تُعد مناسبة روحانية وثقافية متجذرة في التراث المغربي، فقد شهدت مدينتا الرباط وسلا خلال هذا الأسبوع انفلاتات أمنية خطيرة، حوّلت أجواء الاحتفال إلى مشاهد عنف وتخريب، أثارت قلق السلطات والمجتمع المدني على حد سواء.

مواجهات عنيفة في سلا وحرائق بالشوارع

في أحياء سيدي موسى وغيرها من المناطق الشعبية بسلا، اندلعت مواجهات بين مجموعات من الشباب وقوات الأمن، استخدمت فيها الحجارة واندلعت حرائق بفعل إشعال إطارات مطاطية وسط الشوارع، ما تسبب في شلل مؤقت لحركة السير وتهديد مباشر لسلامة السكان.

محاولات رجال الإطفاء والشرطة للسيطرة على الأوضاع قوبلت بعدوانية من طرف المتجمهرين، الذين لم يترددوا في رشقهم بالمقذوفات. وقد وصفت السلطات هذه الأعمال بأنها “انحراف خطير” عن روح المناسبة ومبادئ السلم الاجتماعي.

نداءات لتحصين عاشوراء من الانفلات

نددت الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك بهذه الممارسات، واعتبرتها تهديدًا صريحًا للأمن العام، خاصة أن المتضررين الرئيسيين هم الأطفال وكبار السن.
وحذر رئيس الجمعية، علي شتور، من استمرار هذه السلوكيات الخطيرة، مشيرًا إلى أن ظاهرة استعمال المفرقعات المحظورة وإشعال النيران العشوائية باتت تشكل قنبلة موقوتة، وطالب بتشديد الرقابة على تسويق هذه المواد التي تنتشر غالبًا عبر قنوات غير قانونية.

تدخل أمني استباقي وضبط كميات خطيرة

بحسب صحيفة “الأخبار”، فقد سجلت تعبئة أمنية مكثفة في عدد من أحياء الرباط وسلا تحسبًا لأي طارئ. وفي إطار الإجراءات الوقائية، نسّقت السلطات المحلية مع فرق النظافة والصحة العمومية لحجز المواد القابلة للاشتعال قبل بداية الاحتفالات.

وأسفرت هذه العمليات عن ضبط 67 إطارًا مطاطيًا مشبعًا بالوقود مخبأة في مستودعات سرية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المفرقعات والمتفجرات التقليدية. كما تم إيقاف أحد موزعي هذه المواد الممنوعة، في خطوة تؤكد استمرار نشاط السوق السوداء رغم كل قرارات الحظر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى