فيضانات مدمّرة في تكساس: أكثر من 100 قتيل بينهم عشرات الأطفال وتحذيرات من كوارث مناخية قادمة

أعلنت السلطات الأمريكية، الإثنين 8 يوليوز 2025، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات المفاجئة التي اجتاحت ولاية تكساس إلى أكثر من 100 قتيل، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب الولاية خلال القرن الحالي، وسط استمرار عمليات البحث والإنقاذ.
كارثة في “كامب ميستيك”: أطفال مفقودون وذكريات مفجعة
وقعت الكارثة مساء الجمعة، تزامناً مع الاحتفالات بعيد الاستقلال الأمريكي، حين تسببت أمطار غزيرة غير مسبوقة في فيضان نهر غوادالوبي، ما أدى إلى اجتياح المياه لمخيم “كامب ميستيك”، المخصص للفتيات، والمطل على ضفاف النهر بمنطقة هانت.
وتم التأكيد على وفاة 27 طفلاً ومشرفًا من أصل 750 كانوا في المخيم لحظة الفيضانات، بحسب المسؤولين المحليين.
كير كاونتي.. الحصيلة الأكبر
سُجل العدد الأكبر من الضحايا في مقاطعة كير، التي أحصت 84 حالة وفاة، من بينهم 28 طفلًا.
وصرّح السيناتور تيد كروز خلال مؤتمر صحفي:
“تكساس تعيش حالة حداد حقيقي. الألم والصدمة من هول ما حدث كسرا قلوب الجميع في الولاية.”
ترامب يعلن حالة الطوارئ ويندد بالاتهامات
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوماً بإعلان حالة كارثة فدرالية، لتسريع تقديم الدعم الفوري للسلطات المحلية. ومن المرتقب أن يزور موقع الكارثة يوم الجمعة.
ورفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت الانتقادات التي ربطت ضعف التنبؤات الجوية بتقليص تمويل خدمات الأرصاد، مؤكدة أن التحذيرات وُجهت في الوقت المناسب رغم وجود شواغر في عدد من مراكز الأرصاد.
مشاهد مأساوية وجهود إنقاذ ضخمة
شارك أكثر من 400 عنصر إنقاذ مدعومين بطائرات مروحية ومسيرات في عمليات البحث عن المفقودين. وشوهدت قوارب الإنقاذ والغواصين يعملون لانتشال الجثث من مياه النهر، فيما قام متطوعون بتمشيط الضفاف على ظهور الخيل.
وفي لحظة مأساوية، أكد مايكل ماكاون، والد الطفلة “ليني” ذات الثماني سنوات، أنها كانت بين الضحايا، بعد يومين من البحث:
“إنه كابوس كل أب وأم، لا يمكن وصفه.”
تحذيرات وتأخر في التنبيه
وجهت أسر الضحايا انتقادات للسلطات لعدم إصدار إنذارات مبكرة. وقالت السيدة نيكول ويلسون من سان أنطونيو، التي كادت ترسل بناتها إلى المخيم، إنها أطلقت عريضة تطالب بنظام إنذار صوتي حديث، قائلة:
“إنذار واحد لمدة خمس دقائق كان ليُنقذ جميع هؤلاء الأطفال.”
أرقام مرعبة ونذير بمزيد من الكوارث
تسببت الفيضانات في ارتفاع منسوب نهر غوادالوبي بـ 8 أمتار في 45 دقيقة فقط، نتيجة لهطول مطري بلغ نحو 300 ملم في الساعة، وهو ما يعادل ثلث المعدل السنوي للأمطار في المنطقة.
ورغم انحسار المياه جزئيًا، لا تزال التحذيرات من فيضانات إضافية قائمة في عدة مناطق بوسط تكساس حتى مساء الثلاثاء.
ويؤكد العلماء أن الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري أدى إلى زيادة شدة وتكرار الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضانات، وموجات الحر، والجفاف، مما يزيد من هشاشة المناطق السكنية أمام الكوارث الطبيعية.