العواصف الرملية تهدد صحة واقتصاد 330 مليون شخص حول العالم

أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيرًا جديدًا بشأن تصاعد مخاطر العواصف الرملية والترابية، مؤكدة في تقرير حديث أن هذه الظاهرة البيئية باتت تؤثر بشكل مباشر على أكثر من 330 مليون شخص في نحو 150 دولة، ما يشكل تهديدًا متزايدًا على الصحة العامة والاقتصاد العالمي.
مليارات الأطنان من الغبار في الجو سنويًا
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العواصف الرملية والترابية الذي يُصادف 12 يوليوز، كشفت المنظمة أن العالم يستنشق سنويًا ما يزيد عن 2 مليار طن من الرمال والغبار المحمولة جوًا، مصدرها الرئيسي صحارى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتنتقل عبر القارات والمحيطات لمسافات قد تتجاوز آلاف الكيلومترات.
نصف سكان العالم يتعرضون لمستويات غير آمنة من الغبار
وحذّر التقرير من أن 3.8 مليار شخص – أي ما يعادل نصف سكان العالم تقريبًا – تعرضوا بين عامي 2018 و2022 لمستويات من الغبار تفوق المعايير الصحية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، بزيادة قدرها 31% مقارنة بالفترة الممتدة من 2003 إلى 2007.
ويرى الخبراء أن هذه الزيادة تعود إلى تضافر عدة عوامل من بينها:
- التغيرات المناخية
- التدهور البيئي
- سوء إدارة الأراضي والمياه
وهي عوامل تؤدي إلى تزايد حدة وانتشار العواصف الترابية حتى في مناطق بعيدة عن النطاقات الصحراوية التقليدية.
نطاق التأثير يتوسع عالميًا
سجّل عام 2024 ارتفاعًا لافتًا في تركيز الغبار السطحي، تجاوز المعدلات المسجلة خلال الفترة المرجعية (1981 – 2010)، خصوصًا في:
- المحيط الأطلسي الشمالي الاستوائي
- منطقة الشرق الأوسط
- حوض البحر الأبيض المتوسط
- منطقة الكاريبي
ما يؤكد أن نطاق تأثير هذه الظواهر أصبح عابرًا للقارات ولم يعد مقتصرًا على المناطق الصحراوية فقط.
دعوة إلى التحرك العاجل
أوصت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بضرورة:
- تعزيز أنظمة الإنذار المبكر
- تطوير قدرات الرصد والمراقبة المناخية
- توفير سياسات استباقية للحد من الأضرار الصحية والبيئية
وأكّدت أن التصدي الفعال لتأثيرات العواصف الرملية والترابية يتطلب تعاونًا دوليًا عاجلًا، خاصة في ظل تزايد عدد السكان المتأثرين وتنامي الأضرار الاقتصادية.