دواء بريطاني جديد يؤخر ظهور السكري من النوع الأول لسنوات

في إنجاز طبي يُعد خطوة فارقة في مواجهة أحد أكثر الأمراض المناعية المزمنة تعقيدًا، أعلن فريق من الباحثين البريطانيين عن تطوير علاج مبتكر باسم “تيبليزوماب”، يُظهر قدرة لافتة على تأخير الإصابة بداء السكري من النوع الأول، لفترة قد تصل إلى ثلاث سنوات.
إعادة برمجة الجهاز المناعي
الدواء الجديد يعمل بأسلوب فريد، إذ يعيد ضبط الجهاز المناعي ويحدّ من نشاط الخلايا التائية التي تهاجم خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين. هذا الخلل المناعي هو السبب الرئيس في تطور السكري من النوع الأول، وهو ما يجعل من “تيبليزوماب” أول دواء يستهدف أصل المشكلة بدلًا من مجرد التعامل مع أعراضها.
وقد بدأ أول مريض في المملكة المتحدة فعليًا بتلقي هذا العلاج الواعد، في حين تُجرى حاليًا مراجعات رسمية في عدة دول لاعتماده بعد أن حصل بالفعل على الترخيص من السلطات الصحية في الولايات المتحدة.
نتائج واعدة.. وفرصة لشراء الوقت
تشير نتائج التجارب السريرية إلى أن “تيبليزوماب” قادر على تأخير ظهور أعراض السكري لمدة تتراوح ما بين عام وثلاثة أعوام، مما يمنح المصابين وقتًا ثمينًا دون الحاجة إلى بدء علاج الإنسولين اليومي.
لكن فعالية الدواء تعتمد بشكل كبير على استخدامه في مرحلة مبكرة جدًا من تطور المرض، وتحديدًا قبل أن تبدأ مستويات السكر بالارتفاع وتظهر الأعراض المعتادة مثل العطش المفرط والتعب الشديد وفقدان الوزن.
الكشف المبكر هو المفتاح
لتحديد المرشحين المثاليين للعلاج، يُوصي الأطباء بإجراء فحوصات دم بسيطة تتيح اكتشاف وجود الأجسام المضادة التي تشير إلى بدء الهجوم المناعي على البنكرياس، حتى في غياب الأعراض السريرية.
خلفية عن المرض
يُصنّف السكري من النوع الأول كمرض مناعي ذاتي، إذ يُهاجم الجسم عن طريق الخطأ خلايا بيتا في البنكرياس، مما يُعطّل إنتاج الإنسولين ويؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل خطير. وفي حال عدم التدخل المبكر، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل الفشل الكلوي، أمراض القلب، والعمى.
التقدم المحرز في هذا المجال يُمثل بارقة أمل جديدة لعشرات الآلاف من الأطفال واليافعين الذين يُشخصون سنويًا بالسكري من النوع الأول حول العالم، ويعزز الأمل بإمكانية إبطاء أو حتى منع تطور المرض في المستقبل.